الفرق بين ليت ولعل
عندما نسمع للوهلة الأولى السؤال الذي يتساءل عن الفرق بين ليت ولعل، لا نستشعر أي فروق فيما بينهم، لكن عندما نفهم الجملة وتفسيرها، سندرك الفرق، والطريقة الأسهل هي متابعة مقالنا الذي سيشرح هذا الفرق، ويوضح معنى كل منهما.
تشير ليت إلى التمني، أما حرف لعل فتشير إلى الرجاء، ولكل منهم أدوات تتعلق بها، وطريقة معينة تأتي بها في الجملة، دعونا نأخذ جولة بسيطة في مقالنا عبر موقع mlzamty.com لنعرف أكثر.
المحتويات
الفرق بين ليت ولعل
في أول فقرة من مقالنا سنتناول الفرق الذي يمكننا من استخدام ليت ولعل، في الموضع الصحيح من الجملة، وهذا موضح في النقاط التالية:
- نتجه لاستخدام ليت في الجمل التي تعبر عن التمني، وهو من الحروف الناسخة.
- أما لعل فهي تدخل في حالات جمل الترجي، وهي من الحروف الناسخة أيضا.
- نستخدم ليت في التمني الذي يصعب تحقيقه، أو يكون من المستحيل حدوثه.
- وهذا نتيجة الكسل، أو التواكل على الآخرين.
- ينعكس الأمر مع استخدام لعل، فهي تستخدم مع الأمور التي يتوقع حدوثها، وليست مستحيلة.
- لكن مع السعي والاجتهاد، وهذا بعكس معنى لعل.
- يصنف ليت كحرف مشبه بالفعل، وبالنسبة للإعراب فهو يعرب كإعراب الحروف الناسخة، ومعناه أتمنى.
- ولعل من حروف الترجي، وعملها مثل عمل الفعل حرى، عسى.
للتعرف على المزيد: الفرق بين أن وإن
الفرق بين لعل وليت في القرآن الكريم
ورد في القرآن الكريم عدة آيات تتضمن حرفي ليت ولعل، وتوضح الفرق فيما بينهم، ومن هذه الآيات نذكر التالي:
- ذكر ليت في كتاب الله الكريم، وهو دليل على التمني، وبرز في الآية الكريمة: “ليتني مت قبل هذا وكنت نسيًا منسيا”
- في حين لعل، هي من أدوات الترجي، وجاءت في قوله تعالى: “لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا”
- وهذه الآيات وضحت المعنى اللغوي بشكل دقيق، وساعدتنا في فهم الفرق بين ليت ولعل.
- وأول ما أشارت إليه الآيات، أن التمني يأتي في الأمور التي يصعب حدوثها ووقوعها.
- بينما الترجي يقترن مع الأمور التي لها إمكانية حدوث.
- وهذا نستنتج منه أن ليت تستخدم في حالات التمني لكافة الأحداث المستحيل حدوثها.
- ولعل نقوم باستخدامها مع الأحداث التي نرجو أن تحدث، وهي ممكن جدًا أن تطبق على أرض الواقع.
استخدامات ليت ولعل
بعد أن عرفنا الفرق بين ليت ولعل، في كل من اللغة العربية، والقرآن الكريم ننتقل بعدها لنتعرف على استخداماتهم، وهذا من خلال السطور التالية:
- ليت، تستخدم في حالات طلب الأمور التي من الصعب تطبيقها أو حدوثها من الأساس، (حرف تمني).
- وهذا موضح في قوله تعالى: “يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما”
- ومن الأمثلة الأخرى التي توضح مفهوم ليت، هي قول الشاعر: “ليت الجبال تداعت عند مصرعه دكًا فلم يبق من أركانها حجر”
- في حالات أخرى يأتي التمني على هيئة طلب، مثل: “فليتك تحلو والحياة مريرةً، وليتك ترضى والأنام غضاب”
- ويأتي في بعض الأحيان تمني لكن باستخدام الحرف لعل، ويماثل معنى ليت.
- وهذا موضح في قول: “لعل الذي يقضي الأمور بعلمه، سيصرفني يومًا إليها على عجل”
- أما الحرف لعل، يستخدم في الترجي، وهو ما يرغب الإنسان بحدوثه.
- ومن أبرز الاختلافات فيما بينهما، أم التمني يكون مرتبط بالتراخي، ولا يحتاج للمجهود أو القلق.
- يمكننا أن نعبر عن الترجي بواسطة بعض حروف الرجاء، وهم عسى، حرى، اخلولق.
- جميعها تعتبر من الأفعال الناقصة، التي عندما تدخل على الجملة، تكون الجملة مكونة من مبتدأ وخبر.
- ترفع المبتدأ ويكون اسمها، والخبر يكون منصوب ويكون خبرها.
اخترنا لك أيضا: ما الفرق بين النون والتنوين
ما هو التمني؟ وما هي أدواته؟
لا بد من فقرة كاملة توضح لنا مفهوم التمني وأدواته، وجعلناها موضحة أمامكم في النقاط التالية:
- يعتب مفهوم التمني في معاجم اللغة العربية، أنه يشير إلى الرغبة الشديدة بتحقيق أمر ما.
- لكن رغم هذه الرغبة يكون من المستحيل حدوثه.
- ويشترط على الأمر ألا يكون طمع لكي يكتمل معنى التمني.
- والتمني يتم استخدامه في عدة حالات، لكن أغلب الأشخاص ليسوا على دراية كاملة به.
- فنجد ليت من أدوات التمني، مثل الجملة المشهورة التي تقول: “يا ليت الشباب يعود يومًا”
- كذلك لو من أدوات التمني، وجاءت في قوله تعالى: “أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين”
- هل تدخل ضمن أدوات التمني، على سبيل المثال في قول هل يعود حنان الأم كما سبقناه.
ما هو الرجاء؟ وما هي أدواته؟
بعد أن تناولن فقرة تعريف التمني، ننتقل معا إلى معرفة الرجاء وأدواته في بعض السطور التالية:
- نعرف الرجاء بشكل أوسع بأنها الرغبة في الحصول على حدث أو أمر ما، لكن يتطلب الجد، والعمل.
- ونسبة الحصول عليه ليست بالمستحيل، هي أمر متوقع لكن في المتناول.
- وأدوات الرجاء ليست محددة في اللغة العربية، وتكون بالنية.
- كما يتم استخدام أدوات التمني مع أدوات الرجاء، وهذا بسبب التشابه الكبير فيما بينهم.
- والفرق بينهم هو الجد والاجتهاد في الحصول على الأمر المراد.
أمثلة على حروف التمني
نتطرق لذكر بعض الأمثلة التي توضح حروف التمني، وهي في السطور التالية:
- قال تعالى في كتابه الكريم في سورة القصص:﴿ يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون﴾
- وهنا ليت تفيد في استحالة تحقيق الطلب، وقيل أيضا أن قارون له حظ كبير.
- وكذلك برز التمني في قول الشاعر: “ليت الشباب يعود يوما”.
- عودة سن الشباب بعد الكبر هو أمر يستحيل تحقيقه.
- ويتوضح التمني في قوله تعالى: “فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين”
- صادف التمني في هذه الآية حرف لو، ووضحت الندم الذي يلحق بالإنسان الذي يفشل في اختبارات الحياة الدنيا.
- كذلك هل تصنف من أحرف التمني، مثل قوله تعالى: ﴿فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا﴾، وتفيد هل بغرض تمني الكفار لشفيع لهم يوم القيامة.
أمثلة على حروف الترجي
نوضح لكم في هذه الفقرة عدة أمثلة توضح الترجي، وتعمل على تفسيره بشكل أكبر، وتتمثل في التالي:
- قال تعالى في كتابه الكريم: ﴿فعسى الله أن يأتي بالفتح﴾ وفي هذه الآية توضح الرجاء باستخدام عسى.
- ويفسر أن المؤمنون ينتظرون الفتح، وهذا من الممكن أن يحدث.
- وفي قول الشاعر: “لعل خيالًا منكِ يلقى خياليا”، الرجاء باستخدام عسى.
- والشاعر كان يتمنى أن يرى حبيبته في أحلامه، وهذا حدث ممكن.
- بالإضافة إلى المثل في قوله تعالى: “قال فرعون يا هامان ابن لي صرحًا لعلي أبلغ الأسباب، أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى”
- هنا جاء لعل بغرض الرجاء، واستخدمه فرعون ظنا منه أنه من الممكن أن يطلع إلى إله موسى.
- ومن الأمثلة القرآنية أيضا قوله تعالى: “لعل السماء تمطر فينمحي الحزن”.
- جاءت لعل للتعبير عن الرغبة والترجي في هطول الأمطار، وهذا أمر من الوارد حدوثه، وليس مستحيلا.
نرشح لك أيضا: الفرق بين لام التعليل ولام الأمر
إلى هنا نكون وصلنا معكم إلى ختام مقالنا الشيق، الذي تضمن الفرق بين ليت ولعل، وهو موضوع من ضمن قواعد اللغة العربية العريقة، ووضحت لكم الفروق في عدة فقرات، وكذلك أضفت عدة أمثلة ليكتمل التفسير.
أرجو أن تكونوا استفدتم من مقالنا، وأن يكون خير معين لكم إن واجهتكم أي أسئلة ضمن موضوعنا الأساسي، دمتم بخير وسلام.