أسباب التلوث الضوضائي

أسباب التلوث الضوضائي، أصبح الضوضاء والضجيج والأصوات العالية من السمات الرئيسية للمدن، نتيجة للتزاحم بسبب كثرة سكان المدن، وكثرة تكدسهم فوق بعض في الشوارع.

حيث تعد ضوضاء المدن من أكثر الأسباب التي تجعل سكانها يبحثون على أماكن أخرى أكثر هدوءً للعيش فيها، وذلك لأن هذه المشكلة مستمرة ومزمنة.

لذا سيكون موضوع مقالنا اليوم عن اسباب التلوث الضوضائي.

التلوث الضوضائي

يعرف أيضًا بالتلوث السمعي وهو عبارة عن مجموعة من الأصوات المتنافرة المستمرة غير المرغوب فيها، والتي تحدث غالبًا بسبب التقدم الصناعي.

إذا وجدت أماكن متقدمة صناعية، إذًا يوجد تلوث ضوضائي، لأن هذه الأماكن تتميز بالحركة وبكثرة الازدحام والتكدس فيها.

تابع أيضًا: كيف نحمي كوكبنا من التلوث

مستويات وقياس الضوضاء

تقاس الضوضاء بالديسيبل، فمثلًا عندما نريد أن نقيس مستوى صوت عادي خارج للكلام نجده من ٥٠-٦٠ ديسبيل، كما يقاس أيضًا بالفون.

ولكن الأصوات التي يزيد ارتفاعها ٣٠ فونًا، تسبب اضطرابات نفسية، أما ما فوق ٦٠-٩٠ فونًا تؤدي إلى فقدان السمع وحدوث تشنجات.

أما الأصوات التي ترتفع عن ١٢٠ فونًا تؤدي إلى تدمير خلايا الكتل العصبية في الأذن.

تم إجراء بعض الدراسات من قبل وزارة الصحة في الآونة الأخيرة في بعض المناطق والمدن السكانية المكتظة بالسكان، أثبت أن الضوضاء في المناطق السكنية الهادئة ٥٨ ديسيبل.

أما المناطق الصاخبة والمكتظة بالسكان تكون شدة الضوضاء فيها ٧٣.٥ ديسيبل، أما منطقة وسط البلد تراوح شدة ضجيجها ما بين ٦٤.٥-٦٩.٢ ديسيبل.

الضوضاء العالية والتي تكون فوق ٨٥ ديسيبل تؤدي إلى فقدان السمع، ولكن ليس من الضروري أن تكون الضوضاء كلها خارجية.

فمكن الممكن أن تؤذي الضوضاء الداخلية أيضًا وذلك عندما يتعرض الفرد كل يوم إلى شدة ضوضاء وضجيج، فإنه سوف يفقد سمعة بهذه الحالة.

علاوة على ذلك إن سماع أصوات عالية يفقد السمع، مثل حدوث انفجار قريب، أو ضرب الألعاب النارية بالقرب منك.

اسباب التلوث الضوضائي

ضوضاء الطرق ووسائل المواصلات

يعد هذا النوع من أهم مسببات تلوث الضوضاء البيئي والذي ينقسم إلى عدة أقسام وهم:

  • ضوضاء السيارات: توجد مشكلات متعلقة بتنظيم حركة المرور خاصًة في المدن والمناطق السكنية.

حيث تعرف الدول النامية والمتقدمة بتنظيم حركة مرورها وانعدام الضوضاء والحوادث بها، فتنظيم المرور يزيد من نمو المدن.

وذلك لأنه كلما زادت حركة المرور واشتدت أدي ذلك إلى إغلاق الشوارع وحدوث الكثير من الضوضاء وأعمال الشغب.

  • ضوضاء السكك الحديد: هذه المشكلة يعاني منها كل من يقرب سكنه من السكة الحديد أو محطات القطارات، خاصًة أثناء ارتفاع صوت صرير عجلات القطار على القضبان.

إلا إن هذه الضوضاء أقل تلوثًا من ضوضاء السيارات، وذلك لأنها تحدث بشكل مؤقت وفي أوقات محددة.

  • ضوضاء الطائرات: هذه المشكلة يعاني منها أيضًا الأشخاص الذين يسكنون بالقرب من مطارات الطائرات بشكل عام.

إلا إن الطائرات في الآونة الأخيرة بسبب التقدم الصناعي أصبحت أقل إزعاجًا عن ذي قبل.

الضوضاء الاجتماعية

وهو الضجيج الذي يحدث في البيئة السكنية، حيث تتنوع مصادر انبعاثه، فمثلًا يمكن أن يحدث الضجيج من نبح الكلاب الضالة المستمر أو القطط غير الأليفة.

أو الضجيج الناجم على بعض الأعمال المنزلية والتصليحات في المنزل، أو أصوات الأشخاص المرتفعة وتشاجرهم، أو عند تشغيل أحدهم الموسيقى بصوت مزعج.

ضوضاء المصانع

هذا النوع من الضوضاء هو أخطر الأنواع، حيث ينبعث من الورش والمصانع، والذي يؤثر سلبًا على سكان هذه المناطق، علاوة  تأثر العاملين بالمصانع أثناء عملهم في هذا الضجيج الدائم.

حيث يؤثر على قدرتهم السمعية والذي يعمل على فقدانها تدريجيًا، إلى أن يصل إلى الصمم الدائم.

تعمل المصانع على وجود بيئة مليئة بالضوضاء، ينعدم فيها الهدوء والاحساس بالراحة، ومن المصانع التي تعمل على ذلك: مصانع الحديد والصلب، ومصانع النسيج وغيرهم.

علاوة على ورش السمكرة وتصليح السيارات، التي تسبب ضجر للمواطنين لا سيما القريبين منها، ويرتبط بالمصانع عمليات التصليح والتشييد والبناء التي تقوم بها الدولة، فإن ذلك يزعج السكان.

ضوضاء الماء

يظهر هذا النوع من الضوضاء في البحار والأنهار والمحيطات بشكل خاص، حيث يتأثر بهذه الضوضاء البشر القريبين من هذه المناطق.

بالإضافة إلى الكائنات التي تعيش بالمياه، حيث يحدث هذا الضجيج بسبب تخبط الأمواج أو الأصوات التي تصدرها بعض الأسماك، أو صوت محركات السفن.

ومن الأسماك التي تصدر أصواتًا قوية الحوت، حيث تصدر الحيتان أصواتًا قوية لكي تتواصل مع بعضها في قاع المحيطات.

أنواع التلوث الضوضائي

تلوث مزمن

هذا النوع من التلوث مستمر ودائم، وترتفع فيه الأصوات إلى الحد الذي يفقد حاسة السمع تدريجيًا.

تلوث مؤقت

هذا التلوث له عدة أضرار فسيولوجية، حيث يحدث عندما يتعرض الأشخاص لفترة معينة من الضوضاء الصاخبة، مثل: التعرض لسماع الطلقات النارية أو المفرقعات.

حيث يؤدي ذلك إلى حدوث تلف داخلي في الأذن، أو حدوث إصابة في الأذن الوسطى.

تلوث مؤقت دون ضرر

يحدث هذا التلوث عندما يتعرض الانسان لفترة معينة من الضوضاء المرتفعة، كضوضاء الشوارع أو الورش أو الأماكن المزدحمة.

والذي قد يؤدي إلى فقدان السمع الطفيف لبضعة قصيرة من الوقت، ومن ثم ترجع الأذن لمجراها الطبيعي مرةً ثانية.

شاهد أيضًا: بحث عن التلوث في البيئات المصرية وتأثيرة على الصحة

عوامل تأثير الضجيج على الأشخاص

يختلف تأثير الضجيج على الأشخاص فهي تختلف من شخص لآخر حسب ما يتعرض له كل شخص ومن هذه العوامل:

  • درجة الصوت وشدته، حيث تتناسب طرديًا مع فترة التعرض للضجيج وشدة خطورته.
  • حدة الصوت، حيث تختلف الأصوات الغليظة عن الأصوات الحادة، فالحادة أكثر تأثيرًا.
  • المسافة الواقع منها مصدر الصوت، فكلما اقتربت المسافة زاد التأثير على الأذن.
  • تدرج الصوت أو فجائيته، فالصوت المفاجئ ذات تأثير أقوى وأبقى.

الآثار المترتبة على الضوضاء

الاضطرابات السمعية

عندما يتعرض الإنسان إلى صوت شديد، فإن تركيز الموجات الصوتية يصدر بقوة معينة متجهة مباشرةً نحو الأذن، مما يفقد الأذن قدرتها على السمع.

وإذا استمرت الضوضاء لفترة كبيرة من الوقت أدت بالأشخاص إلى الصمم، علاوة على تدمير الخلايا العصبية الموجودة داخل الأذن الداخلية.

حيث يتم تآكل هذه الخلايا بالتدريج مع استمرار الضجيج، وهذا ما يؤدي إلى ما يعرف بالصمم العصبي، وأعراضه هي عدم القدرة على التركيز أو الانتباه.

مع فقدان سماع أي أصوات تحيط به، حتى لو كانت أصوات عالية، وذلك بسبب تهتك غشاء طبلة الأذن والتي عادًة ما يصيب عمال المصانع.

مما يؤدي الضجيج العالي إلى حدوث سكتات قلبية، لمن يعانون من مشاكل سابقة في القلب.

قد يهمك: حوار بين شخصين عن النظافة والتلوث

الأضرار الفسيولوجية

أضرار الضوضاء لا يمكن حصرها، حيث تؤثر على عمل الدورة الدموية، وذلك لأنها تتسبب في رفع ضغط الدم بالإضافة إلى حدوث خلل في وظائف القلب.

تؤدي أيضًا إلى حدوث اضطرابات في الجهاز العصبي، وهو الذي يستقبل الضوضاء والضجيج، علاوة على ذلك فإن شدة الضجيج تعمل على ارتفاع السائل الموجود في المخ والحبل الشوكي.

من آثار الضوضاء السلبية أيضًا حدوث تقلصات في الأمعاء والحد من إفرازات المعدة، مع حدوث اضطرابات في تنظيم المواد الكربوهيدراتية.

تجد أيضًا مرضى السكر أكثر الأشخاص يتأثرون بالضجيج والضوضاء العالية، حيث يمكننا الجزم بأن الضوضاء العالية تسبب:

  • طنين الأذن.
  • القرح.
  • الصداع المستمر.
  • التوتر العصبي.
  • يضر الجنين.
  • أمراض التنفس المزمنة.
  • الأرق.
  • الصمم.

الأضرار النفسية

الضجيج والصوت العالي باستمرار يؤدي إلى الشعور بالقلق والتوتر والنقص وعدم الانسجام وتعكر المزاج بالإضافة إلى عدم الرغبة في العمل وقلة النشاط الحيوي.

أثبتت الدراسات أنه عندما يتعرض شخص ما لنوع عالي من الضجيج لمدة ثانية واحدة فإن ذلك يفقد من تركيزه لمدة ثلاثين ثانية.

حيث يمكننا القول بأن الأضرار النفسية التي يسببها الضجيج تنحصر فيما يلي:

  • الشعور بالقلق والتوتر
  • الانزعاج.
  • التهاب الأعصاب.
  • العنف.
  • قلة النشاط الحيوي.
  • سلوك غير اجتماعي.

تدهور الحالة الإنتاجية

للضوضاء آثار سلبية خاصة على أصحاب العمل الذي يعتمدون في عملهم على التفكير والعمل الذهني، حيث يحتاجون دائمًا إلى جو هادئ وملائم للعمل.

أما إذا كان العمل وسط ضجيج وضوضاء عالية حينها لا يستطيعون التفكير في العمل ولا التركيز، فبالتالي لا يوجد إنتاج لعدة قدرتهم على وجود البيئة الملائمة لذلك.

كيفية الحد من آثار التلوث الضوضائي

لكل فرد في المجتمع دور يقوم به لكي يحافظ على البيئة من التلوث الضوضائي بدايةً من الأطفال إلى كبار السن والحكومات وسنوضح دور كل فرد فيما يلي:

دور الأطفال

يجب توعية الأطفال ألا يصدروا أصوات عالية أثناء اللعب، خاصًة إذا كان اللعب في الشارع أو في المناطق السكنية.

ولكي تتم المحافظة عليهم يجب توعيتهم بعدم وضع الألعاب التي تصدر ضجيج عالي بالقرب من أذنهم أو أي أشياء أخرى ذات صوت مرتفع.

دور العمال

يجب توعية العمال بأخطار الأصوات العالية على أذنهم وأنهم يجب أن يرتدوا سدادات أذن كي تخفف من آثار الضجيج عليهم.

خاصًة عند العمل في الورش أو بالآلات التي تصدر أصوات عالية كالمناشير، أو عند العمل في المصانع، كمصانع الحديد والصلب.

دور الحكومة

  • يجب وضع القوانين الرادعة وتطبيقها على من يقوم بتسبب الضجيج والضوضاء في الشارع وتشغيل مكبرات الصوت.

سواء كان في المقاهي أو الباعة الجائلين أو السيارات والمركبات، مع وضع ساعات محددة فقط لا يمكن التشغيل غير فيها.

  • نشر الوعي الثقافي بين الشعب، ومن هنا يأتي دور الإعلام بأن عليه توعية الشعب ومعرفتهم بآثار الضوضاء السلبية عليهم وعلى المجتمع عامة.
  • توجد نباتات وأشجار تنمو على النبضات حيث تمتص الضوضاء، يجب على الحكومة زراعتها والإكثار منها على جوانب الطرق حتى تحت من آثار الضوضاء.
  • إنشاء المستشفيات والمدارس والجوامع في مناطق هادئة بعيد عن الضجيج.
  • إبعاد المطارات والسكك الحديد والقطارات ومواقف السيارات بعيدًا عن المناطق السكنية.
  • يجب العمل على إنشاء عوامل عازلة للصوت تلتف حوالي المناطق السكنية لضمان راحة السكان وعدم تعرضهم للآثار السلبية
  • توفير أدوات السلامة والصحة المهنية للعاملين بالمصانع الحكومية للحفاظ على صحتهم.

شاهد أيضًا: بحث عن التلوث في البيئات المصرية وتأثيرة على الصحة

إلى هنا ينتهي هذا المقال الذي تحدثنا فيه عن اسباب التلوث الضوضائي، كما تحدثنا التلوث الضوضائي ودرجة وقياس الضوضاء.

وتحدثنا أيضًا عن أنواع التلوث الضوضائي، والآثار المترتبة على الضوضاء،  وكيفية الحد من آثار التلوث الضوضائي، آملين أن ينال المقال على إعجابكم.

موضوعات من نفس القسم