موضوع تعبير عن ابداع الله في خلق الكون

خلق الله الكون، وجعل في كل خلقه سراً من أسرار عظمته، فكل ما خُلق في الكون ينطق باسم الله البديع؛ الذي أبدع في كل خلقه من جبال وبحار وأشجار، وخلق الله الإنسان، وأبدع في خلقه فصوره في أحسن صورة.

وسخر له الكون كله في نظام محكم يدل على عظمة القادر، لذلك سنتناول في malzmty.com موضوع تعبير عن إبداع الله في خلق الكون.

عناصر موضوع تعبير عن إبداع الله في خلق الكون

  • مظاهر إبداع الله في خلق الكون.
  • التدبر في خلق الله للكون.
  • تفسير آية (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم).

للتعرف على المزيد: كيف خلق الكون علميًا

مقدمة موضوع تعبير عن إبداع الله في خلق الكون

الله هو القادر وهو القدير وهو المقتدر وهو الخالق وهو البارئ البديع، ونجد في اسم البديع قاسم مشترك في كل خلقه سبحانه وتعالى، وسوف نتناول قليل من كثير من إبداع الله في خلقه، وفي كونه.

والذي خلقه سبحانه كله مسخراً لابن آدم، فقد خلق الله الكون لخدمة ابن آدم، وخلق الله ابن آدم لعبادته أولاً ثم لإعمار الكون ثانياً، فقال سبحانه وتعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).

مظاهر إبداع الله في خلق الكون

قال سبحانه وتعالى:

(أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت فذكر إنما أنت مذكر ليست عليهم بمسيطر)، سورة الغاشية الآيات من (١٧-٢٢).

وفي هذه الآيات المباركات بعضاً من كثير من إبداعات الله في خلقه. فقد أبدع الله سبحانه في كل مخلوقاته، وفي الآيات سالفة الذكر أمرنا ربنا بالتفكر، والنظر إلى إبداعه في خلق الإبل.

وكيف خلقها الله في أحسن تقويم، وهي لخدمة ابن آدم؛ من لحومها، ودمائها. ثم أمرنا بالنظر في خلق السماء، وكيف رفعها بلا عمد.

ثم أمرنا بالنظر إلى الجبال، وكيف هي راسخة بجذور في الأرض لا تميل بإذن الله. من ثم أمرنا بالنظر إلى الأرض، وكيف هي مسطحة ثابتة بإذن الله، وكل هذا لخدمة ابن آدم، وإعانته على عبادة ربه.

ثم قال ربنا فذكر؛ أي تذكروا يا عبادي إبداعي في خلقي، كذلك قال ربنا سبحانه وتعالى في سورة البقرة: (بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون). فهو فقط لم يخلق الخلق، بل أبدع في خلقه، وجعل له وحده القدرة في السيطرة على مخلوقاته.

التدبر في خلق الله للكون

قال سبحانه وتعالى في مواضع كثيرة (أفلا تعقلون)، (أفلا تتدبرون)، (أفلا تنظرون). فقد أمرنا الله بالتفكير والتدبير والنظر إلى خلقه وإبداعه في الكون، لتعلم عظمة الخالق وقدرته.

فالعلم الحديث يكشف لنا كل يوم عن أسرار جديدة، وعظيمة في مدى الإبداع والدقة المتناهية في إبداع الله في خلقه.

السموات والغيوم والأمطار

فنجد إبداع الله في كل ما حولنا من الكون؛ فبالنظر في خلق السماوات نجدها تستوي مثل البساط بألوان غاية في الجمال.

فننظر نجد الغيوم يهطل منها المطر، فعملية سقوط الأمطار تتم بعد معادلة معقدة. تحدث بسبب تداخل أنواع مختلفة من الغيوم بحسبة هندسية وكيميائية مذهلة.

وكنتيجة تسقط الأمطار، فتنزل إلى الأرض العطشى فترويها بعد أن كانت جدباء. فتنبت ما بها من بذور بإذن الله تعالى، فتخرج أشجاراً، وثماراً مسخرة لابن آدم لتعينه على الحياة، وعلى طاعة ربه، وعبادته.

القمر

ثم ننظر إلى القمر ومواضعه في السماء، فنجد مواعيد ظهوره محسوبة بدقة متناهية. إذ إنها تتكرر كل شهر منذ ميلاد القمر حتى اكتماله بدراً، ثم ينتقص إلى أن يصبح هلالياً وهكذا.

اخترنا لك أيضا: الجغرافيا الطبيعية ونشأة الأرض

الشمس والكواكب والنجوم

ونجد الشمس تخرج من مشرقها إلى مغربها، في نفس الأوقات يومياً منذ بدء الخليقة. وأيضاً ننظر إلى النجوم، والشهب والمجرات والكواكب والمجموعة الشمسية، وكل هذا في نظام دقيق محسوب بدقة متناهية.

وراءها خالق مبدع، بديع، قادر، يعلم كل شيء في خلقه، ولا يخرج عن علمه شيء. فإبداع ربنا سبحانه وتعالى ليس له حدود وكل شيء خلقه لم يخلقه هباءً وإنما خلق لدور محدد.

فتلك النجوم بأعدادها التي لا تعد ولا تحصى، ولا يعلمها إلا ربنا سبحانه وتعالى مهمتها هي والقمر الإنارة في الليل. وتلك الشمس مهمتها إنارة الأرض من الفجر حتى الغروب لكي يؤدي ابن آدم مهماته، وكذلك تدفئته.

وأيضاً لإمداد النبات، والثمار التي يأكلها ابن آدم بالأشعة اللازمة لتغذيتها. ثم المجرات والتي هي بالآلاف، فنحن نعيش في مجرة واحدة من آلاف المجرات التي خلقت في الكون.

والتي يحيط بها غلافنا الجوي الذي يمنع عنا الأمراض، والأوبئة، والإشعاعات الضارة. وكلها تتحرك في نظام هندسي مدهش لا يعلم قواعده وقوانينه إلا الله سبحانه وتعالى. أيضاً نرى إبداع الله في تعاقب الليل والنهار.

تفسير آية: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم)

يقول المولى عز وجل: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم). ومعنى هذا أن الله قد ذكر حقائق علمية موجودة في الآيات قبل أن يكتشفها العلم بآلاف السنين.

فعلى سبيل المثال نجد أن البحار طبقات متدرجة نزولاً، وأولها وأعلاها طبقة هي طبقة الأمواج. إذ إنها تفصل البحر عن الهواء، ثم رويداً رويداً إلى الأعماق يأخذ الضوء بالاختفاء. حتى إذا وصلنا إلى أكثر من مئتي متر نصطدم ونجد أمواجاً أخرى في ظلام دامس.

فيقول المولى: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ).

كذلك فقد ضرب الله مثلاً في أنفسنا نحن في التناسل بين البشر. فيقول سبحانه: {ألم نخلقكم من ماء مهين} ويقصد هنا مني الرجل الذي يقذفه في رحم المرأة.

كذلك يقول الملك سبحانه:

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ، وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا ونِسَاءً واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء: 1].

حتى الحشرات قال ربنا سبحانه وتعالى:

(إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها).

فبالنظر إلى البعوضة نجد أن فيها من المعجزات والآيات ما لا يخطر على عقل بشر. إذ أن بها أجهزة تحليل معقدة، لقياس نسبة الهيموجلوبين البشري، ونظر حاد تستطيع به الرؤية في الظلام.

حتى أن البعوضة تستطيع تمييز الشخص المصاب من الشخص السليم. ولديها جهاز تخدير، وكذلك جهاز لفتح الجلد، وآخر لشفط الدم، والكثير من المعجزات الأخرى.

آيات وراء آيات في كل خلق الله سبحانه وتعالى، ولا يعلم أسرار ربنا إلا هو. ولا نملك في النهاية إلا أن نقول لا إله إلا الله، سبحان الخلاق البديع.

نرشح لك أيضا: حوار عن الطبيعة بين شخصين

خاتمة موضوع تعبير عن إبداع الله في خلق الكون

نحن عباد لرب قادر، مصور، مبدع، بديع في خلقه، خلق كل شيء وفق نظام محدد، وأبدع في خلقه سبحانه وتعالى.

موضوعات من نفس القسم