كيف خلق الكون علميًا
كيف خلق الكون علميًا يقصد بالكون مجموعة الظواهر الحقيقية المنتشرة في أنحاء الفضاء، فالكون هو جميع المكونات المادية التي تحتوي على المجرات والكواكب والنجوم والمكونات الفضائية الأخرى، ومن ضمن التعريفات الأخرى للكون أنه مجموعة الموجودات التي لها زمان ومكان مثل الاجرام، واليوم في هذا المقال سوف نتعرف على كل ما يخص موضوعنا عن كيف خلق الكون بالتفاصيل تابع معنا.
المحتويات
كيف خلق الكون علميًا
لمعرفة كيف خلق الكون فحرص الإنسان منذ وقت قديم على الاهتمام بالعديد من الأمور، منها على سبيل المثال سبب وجوده على كوكب الأرض، وكيفية ظهور الكون بكل ما يحتويه من كواكب ونجوم حيث ظهرت العديد من المعتقدات مما ساهم في وجود فرضيات عن وجود الكون، فكان منها ما يعتمد على خرافات وما يعتمد على علوم أو معلومات دينية والراجح هو التفسير الإسلامي في نشأة الكون لما يتميز به من المنطقية.
شاهد أيضًا: ما لون السماء الحقيقي
توضيح نشأة الكون في النصوص الشرعية
كان الاسلام حريصًا على توضيح الصورة الصحيحة لنشأة الكون، وذلك عن طريق القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، ونشرح فيما يلي بعض المعلومات عن نشأة الكون وفقًا لصحيح النصوص الشرعية الاسلامية: –
أولاً: الكون الواسع
- وفقاً لآراء العلماء يعد هو النموذج المؤكد على صحته حيث خلق الله الكون واسعًا، والدليل على ذلك قول الله تعالي ” والسماء بنيناها بأيدٍ وإن لموسعون ” هذا ويرى العلماء أن الله عز وجل قد خلق السماء واسعة وتستمر في التوسع، حيث قال عز وجل ” ثم استوي إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعًا أو كرهًا، قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً ذلك تقدير العزيز العليم “.
ثانيًا: السماوات والأرض
- وتعد السماء والأرض النموذج الثاني المرتبط بنشأة الكون والدلالة على ذلك قوله عز وجل ” هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا ثم استوي إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم “.
- وقد تعددت التفسيرات المتقدمة حول هذه الآية بيد أنه اتفقت جميع الآراء حول التفسير الذي يذهب إلى القول بأن الله عز وجل عندما خلق الكون أخرج من الماء دخانًا، والمقصود بذلك الجسيمات الأولية والأشعة وعلى هذا فقد خلق الله سبع سماوات والأرض السبع من الدخان والماء وتشير كلمة السماء في الآية الكريمة على السماوات السبع فقد استخدمت بلفظ الجمع.
ثالثًا: طول مدة الخلق
- كيف خلق الكون ويعد هذا النموذج الثالث الذي يرتبط بنشأة الكون حيث الإشارة إلى مدة خلق الكون، والدلالة على ذلك قول الله تعالي ” وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملاً “.
- وقد ذهب معظم المفسرين إلى القول بأن تميز اليوم بالقصر دلالة على قدرة المولى عز وجل على الخلق.
رابعًا: بسط الأرض
لا تدخل الأيام الخاصة ببسط الأرض في حساب الأيام الستة التي تم فيها خلق الكون والدلالة على بسط الأرض من السنة النبوية المطهرة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” خلق الله عز وجل التربة يوم السبت وخلق فيها الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الاثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة، في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل “.
النشأة العلمية للكون
اهتم الكثير من علماء الفلك بدراسة مراحل نشأة الكون حسب نظرية الانفجار العظيم وفيما يلي أهم هذه المراحل: –
أولاً: حقبة بلانك
- حيث تعد أحد المراحل العلمية لنشأة الكون وسميت بذلك نسبةً للباحث ماكس بلانك من ألمانيا، الذي يعتبر أحد مؤسسين علم الميكانيكا الكمية.
- ووفقاً للفيزياء الكونية يعد عصر بلانك هو أقدم حقبة في تاريخ الكون، حيث يشير إلى المدة الزمنية منذ بداية الكون حتى وصل عمره 10-43 ثانية، وكان الحجم التقديري في هذه الحقبة حوالي 10-35 متر ودرجة حرارته تقريباً 10-32 درجة مئوية.
شاهد أيضًا: كيف تتكون السحب والأمطار
ثانيًا: حقبة التوحيد الأعظم
- وهي تلك الفترة التي بدأت حيث كان عمر الكون 10-43 ثانية حتى أصبح 10-36 ثانية، وانخفضت درجة الحرارة حتى أصبحت 10-32 درجة مئوية، مما تسبب في انفصال الجاذبية عن مجموعة القوى الرئيسية التي شكلت معًا قوة كهرنووية.
ثالثًا: حقبة تشكل النجوم والمجرات
- ويقصد بها تلك الحقبة التي ترتبط بوصول عمر الكون إلى ما يقارب نحو 300 إلى 500 مليون سنة وقد تسبب حدوث اضطراب في اختفاء الجزيئات التي ظهرت في هذه الفترة، مما تسبب في تغير طبيعة الكثافة من نقطة إلى أخرى، وقد ساهم تأثير الجاذبية في تحول المناطق مرتفعة الكثافة إلى مجموعة من الغيوم الغازية حيث ساهمت بصورة لاحقة الالتحمات النووية في ظهور النجوم الكونية الأولى.
رابعًا: عصر تشكل النظام الشمسي
- ويقصد به ذلك العصر حيث ظهر النظام الشمسي تبعًا لنظرية الانفجار العظيم، حيث كان عمر الكون في ذلك الوقت بين 9-8.5 مليارات سنة.
- وتعتبر الشمس أحدث النجوم في النظام الشمسي والتي تكونت بسبب رماد وحطام الأجيال السابقة من النجوم الأخرى.
نشأة الأرض
- كانت الأرض في البداية كوكب مظلم عديم الحياة، وكبديل عن الماء كانت الحمم الحمراء الساخنة تتدفق من خلال سطح الكوكب، وتنفث البراكين غازات سامة إلى الغلاف الجوي.
- حيث يتحول من كوكب ناري إلى ارض صلبة جميلة ذات هواء نقي وماء يغطي حوالي ثلاثة أرباع الكوكب ويسمح بالحياة، ويتبين من خلال دراسات وأبحاث علمية قد تمت خلال آلاف السنين أن الأرض لم تقبل الحياة عليها إلا بعد مجموعة من الكوارث المدمرة في السنوات الأولى.
- وقد نشأت الأرض قبل أربعة ونصف بليون عام وذلك عندما انفجرت نجوم ذات حجم ضخم، حيث تتقابل نهاية عمرها وطبخت هذه الانفجاريات النجومية عناصر كيميائية نعرفها في الوقت الحاضر منها الكربون والحديد والذهب والعناصر المشعة مثل اليورانيوم.
- ومع مرور الزمن قامت الجاذبية بالسيطرة على الموقف حيث انهيار كتل من غبار النجوم هذه على نفسها مكونة قرص دوار ضخم، وهو ما يعرف باسم الغيمة السديمية الشمسية، حيث ارتفاع درجة حرارة مركز هذا القرص وزيادة الضغط حيث تكون كوكب الأرض.
- وبعد مرور خمسين عام من ولادة كوكب الأرض ظهر القمر، حيث كان في مدار أكثر قربًا من الأرض حوالي ثلاثمائة وخمسين ألف كيلو متر من المدار الحالي، حيث كان في السماء ذات حجم أكبر بأضعاف حجمه الآن.
الانفجار العظيم
- حيث ولد العالم الذي نعيش فيه منذ فترة تقدر بحوالي 7 مليار سنة بسبب الانفجار الكبير الذي تم في الفضاء، وهو ما يعرف علميًا بنظرية الانفجار الكبير وتقوم هذه النظرية على أساس أن الكون قد بدأ بشكل متفرد، حيث نقطة من الكثافة اللانهائية والحرارة الهائلة وبالرغم من كل ذلك تظل نظرية بداية الكون غامضة حتى الآن.
- هذا ويعتقد العلماء أن توسع الكون كان بسرعة أكبر من سرعة الضوء وتضاعف في الحجم حوالي مئة مرة وأكثر، وكان الكون يتضمن كمية ضخمة من الطاقة المظلمة وهي قوة غامضة يعتقد الباحثين أنها السبب في التوسع المتسارع للكون.
- وخلال التضخم ساهمت تلك الطاقة المظلمة في تسارع الكون ولكنها كانت بمثابة طاقة مؤقتة لم تستمر لفترة طويلة، ومن ثم فقد تحولت لمادة عادية عن طريق عملية إعادة التسخين والتي من خلالها تحول الكون من البرودة إلى الحرارة مرة ثانية أثناء التضخم عند اختفاء هذه الطاقة المظلمة.
نظرية إشعاع الخلفية الكونية
- من الممكن التعرف على نظرية إشعاع الخلفية الكونية عن طريق التعرف على الشفق الشاحب المصاحب للانفجار الكبير.
- ووفقًا لنظريات الفيزياء تكون الكون بعد ثانية واحدة من الانفجار الكبير ومع مرور الوقت بدأ الكون في البرودة، وتحللت النيوترونات إلى بروتونات أو الكترونات أو الاتحاد مع البروتونات.
- ومن ثم تشكيل الديوتيريوم وهو نظير الهيدروجين وباستمرار برودة الكون فإن الالكترونات الحرة قد ساهمت في تشتيت الضوء، حيث تبعثره الشمس من قطرات الماء في الغيوم وبامتصاص الالكترونات الحرة حيث تكوين ذرات محايدة أصبح الكون شفاف.
شاهد أيضًا: بحث عن كوكب المريخ وماذا يوجد به
درب التبانة
- أعتقد الباحثين قديمًا أن مجرة درب التبانة هي التي ساهمت في وضع حدود الكون حيث لا يوجد أي شيء خلفها، وقد تضمنت ملاحظات الباحثين الأولى أن الانفجار الكبير قد ساهم في تكوين أجسام كبيرة تسمى بالمجرات، وكان يرمز إليها في نهاية القرن بالسدم الحلزونية، وقد لاحظ العالم الفلكي فيستو سليفر أن تلك السدم كانت تنحسر وتبتعد عن الكون.