بحث عن وصايا لقمان لابنه
في كل عصر من العصور وعلى بعد متفاوت من الأزمان يأتي رجل حكيم يتميز بالورع والتقى والزهد، يقتدي به الخلق في عصره.
ويستشيرونه في جميع أمورهم لما يتميز به من حكمه ودهاء، ومع كل هذه الصفات الحميدة تجد أحد أبناءه ينتزع منه تلك الصفات، ولهذا سنحدثكم اليوم عن الحكيم لقمان وابنه، تحت عنوان بحث عن وصايا لقمان لابنه، وذلك عبر موقع mlzamty.com
المحتويات
عناصر بحث عن وصايا لقمان لابنه
- مقدمة بحث عن وصايا لقمان لابنه.
- ماذا نعرف عن لقمان؟
- وصايا لقمان لابنه.
- وجه الاستفادة من وصايا لقمان.
- خاتمة بحث عن وصايا لقمان لابنه.
للتعرف على المزيد: موضوع عن وصايا لقمان لابنه
مقدمة بحث عن وصايا لقمان لابنه
على مر العصور وفي مختلف الأزمان نجد الكثير من القصص التي تخبرنا عن وصايا الآباء لأبنائهم، والعمل على نصحهم.
ولكن استجابة الأبناء لتلك النصائح ليست واحدة، فمنهم من يقبل بنصائح والدة، ومنهم من يضعوا أيديهم على آذانهم.
مثل ما فعل ابن سيدنا نوح مع والده، الذي لم يقبل دعوته، فالأب العالم والحكيم المُكلف برسالة مبعوثة إلى الناس لهدايتهم.
أيضا يريد أول من يكون معه في طريق الهداية هم أهله، وأن يرافقوه أيضا في دخوله إلى الجنة، خاصًة أبناءه الذين هم فلذة كبده.
ولهذا أصر لقمان الحكيم على تقديم الكثير من النصائح المهمة والغالية لابنه التي تفيده في دنياه وآخرته ويسعد بها في عيشه.
ماذا نعرف عن لقمان؟
اسمه: لقمان بن عنقاء بن سدون، ويقال أيضا في اسمه: لقمان بن ثاران، كان يتميز ببشرته السوداء وقصر قامته، وشفتاه الغليظتان.
علاوة على انخفاض قصبة أنفه، كما كان لديه تشققات في قدميه، فهو كان عبدًا حبشيًا، ومع ذلك كان عبدًا صالحًا تقيًا، مُكرمًا لجاره.
وكان عفيف السؤال، زاهدًا، يفي بعهده، يغض بصره، يخفض صوته أثناء حديثه، لا يتدخل فيما لا يعنيه، ولديه بعد نظر للأشياء.
كذلك كان قليل التحدث، وإن تحدث لا يتفوه إلا بالحكمة، ولهذا سمي لقمان الحكيم، أما عن ابنه، اختلف الناس في اسمه.
فمنهم من قال أن اسمه أنعم، ومنهم من قال أن اسمه مشكم، لكنها ليست حقيقة مؤكدة.
لأن معرفة اسمه لا يتكأ عليها فائدة دينية أو دنيوية، ولهذا أُبهم اسمه، حتى تحصل الفائدة، ويقصد الغرض من ذكر القصة.
وصايا لقمان لابنه
أوصى لقمان ابنه بعدة وصايا جامعة شاملة بين أصول العقيدة والدين والشريعة والأخلاق، بالإضافة إلى تمجيد قدرة الله.
وحكم إرادته في خلقه ونفاذها، كما أمره بالأمر بالمعروف، أيضا النهي عن المنكر، وإقامة الصلاة، والتحلي بالصبر، والبعد عن التكبر.
والاتصاف باللين، ومحادثة الناس بلطف، وعدم رفع الصوت أثناء الحديث، وتجنب الغلظة في الكلام.
ومع كل هذه الوصايا الجامعة سنحدثكم عن كل وصية على حدة وتحت أي قسم تندرج فيما يلي:
وصايا لقمان المتعلقة بأصول العقيدة
- التوحيد: وذلك عندما قال له (يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّـهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)، حيث نصح ابنه ألا يشرك بالله.
- وأن يعبده وحده، ولا يشركه أحدًا في عبادته، كما أخبره أن الشرك بالله ظلمٌ عظيم، لما فيه من وضع الشيء في غير موضعه.
- وعظيم أيضا لكونه ساوى بين خالق الكون ومدبر أمره، وبين آخر من الأصنام الذي لا يملك نفعًا ولا ضرًا.
- كما أنه سوف يظلم نفسه باتباعه العقيدة الخاطئة التي مصيرها هلاك نفسه وإدخالها في زمرة جهنم.
- التذكرة بالحساب: وذلك عندما قال لابنه (ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون)، حيث ذكره هنا بعلم الله الواسع وحسابه.
- فإلى الله سبحانه عز وجل المرجع مهما طال أو قصر العمر، فإنه لا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه.
- فالعبد ينسى لكن الله لا ينسى، ويذكره بما غاب عنه في أموره الدنيوية، فهو لا يخفى عليه شيء.
- كما أنه سبحانه لا يخفى عنه ما تم أداءه من العبادات والصلوات.
اخترنا لك أيضا: بحث عن لقمان الحكيم ملخص
وصايا لقمان المتعلقة بالأعمال الصالحة
- بر الوالدين: وصى لقمان الحكيم ابنه بعدد من الوصايا، والتي تحمل المعاني السامية والأعمال الصالحة، وذلك في قوله تعالى:
- (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ*وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا)
- حيث حملت هذه الآية الكريمة العديد من الرسائل الدافعة والمحفزة إلى بر الوالدين، لما لهما من فضل عظيم على أبناءهم.
- من جهد مبذول وطاقة من حديد تجاه أبناءهم لتلبية احتياجاتهم، خاصًة الأم، لأنها تعاني أكثر في تربية أطفالها.
- وتتحمل فوق طاقتها دون شكوى، ومع هذا لا يمكن إنكار فضل الأب، ولهذا يجب شكرهما على ما فعلاه لأبنائهم.
- وإطاعتهم طاعة عمياء، إلا في طلب الشرك بالله، فهنا يجب مخالفتهما بلا نقاش، وهذا لا يعني نهرهما، بل يتم الإحسان إليهما.
- إقامة الصلاة: وذلك في قول الله عز وجل (يا بُني أقمِ الصلاة)، ومن هنا بدأ لقمان الانتقال من تعليم ابنه أصول العقيدة.
- إلى تعليمه أصول الأعمال الصالحة، حيث بدأ بأهم تلك الأعمال، ألا وهي الصلاة، وذلك لأن الصلاة عماد الدين الإسلامية.
- لأنه بإقامته للصلاة والمواظبة عليها يصلح بها حاله، لأنها أكثر ما يتقرب بها العبد إلى ربه، كما يقوي بها دينه.
تابع وصايا لقمان المتعلقة بالأعمال الصالحة
- الأمر بالمعروف: حيث أمره بالأمر بالمعروف في قول الله سبحانه وتعالى (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ).
- وذلك لأن هذه الصفة من صفات الأنبياء والرسل ومهمتهم التي بعثوا إلى الأرض من أجلها عليهم السلام جميعًا.
- فالاقتداء بأفعال الرسل أعظم ما يقرب العبد لربه، حيث يرجع أهمية الأمر بالمعروف إلى حفظ حقوق العباد ومصالحهم.
- فالخمس ضرورات المعروفة لا يتم حفظها إلا عن طريق النهي عن المنكر والأمر بالمعروف.
- كما أن هذا الأمر سبيله من سبل الحفاظ على الدين وصونه، ذلك الأمر الذي يندرج تحته فلاح الأمة وانتشار الفضيلة.
- الصبر على المصاب: وذلك في قوله (وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ).
- هنا أمر لقمان الحكيم ابنه أن يتحلى بالصبر على ما نزل به من بلاء وفواجع، بعد ما أوصاه بالأمر بالمعروف.
- والنهي عن المنكر، لأنه يعلم أنه سوف يواجه إيذاء شديد من خلف هذان الأمران.
- لذلك السبب وعده أنه عندما يصبر سينال من الله عظيم الأجر.
وصايا لقمان المتعلقة بالناس
- النفور من الكبر: وذلك في قول الله (ولا تُصِّعر خدك للناسِ)، حيث نهاه هنا عن الكبر واحتقار الناس وازدرائهم.
- كما نهاه عن الميل عنهم بوجهه، أو الاستخفاف بهم وإظهار ذلك عليه.
- تجنب الخيلاء والفخر: وذلك في قوله (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ).
- تحديدا في هذه الوصية من لقمان لابنه نهي صريح عن التكبر بأنواعه، سواء كان في المعاملة.
- أو في المشي، أو في الحديث وغيرهم.
- كما نهاه عن إظهار الفرح الزائد وراء التفاخر والتكبر، وأخبره بأن الله يبغض أهل الكبر والخيلاء.
- الاعتدال والوقار: وذلك في قوله (واقصد في مشيك)، أمره هنا بالاعتدال في المشي، دون أن يسرع أو يبطئ فيه.
- التأدب في الحديث: وذلك في قوله (وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)
- كما أمره هنا بخفض صوته أثناء التحدث مع الناس، لأن هذا الأمر يزيده وقارًا، كما يجعله يتجنب إيذاء الناس.
- وشبه له الصوت العالي بصوت نهيق الحمير، لأن صوت الحمير من أقبح الأصوات، وهو خير مثال يضربه له.
وجه الاستفادة من وصايا لقمان
- أن الله فضل لقمان على سائر خلقه، وأنعم عليه ومنحه الحكمة والعديد من الصفات الحميدة، قال الله تعالى:
- (ولقد آتينا لقمان الحكمة).
- مدى أهمية أن يربي الوالد ولده على الصفات الحميدة، وغرسها بداخله ونصحه، كما فعل الحكيم مع ابنه.
- مدى خطورة الشرك بالله وعظمته، وأنه الشيء الوحيد الذي لا يغفره الله لعباده، مهما بلغت أفعالهم الحميدة حدها.
- يجب طاعة الوالدين وبرهما وتلبية احتياجاتهما وعدم نهرهما والتأفف منهما، إلا في الشرك، فهنا يمتنع طاعتهما.
- أن يأمر الإنسان بالمعروف وينهى عن المنكر، حتى وإن أصابه أذى من وراء ذلك، وما عليه سوى التحلي بالصبر.
- وسينال من الله عظيم الأجر.
- التواضع في التعامل مع الناس، مهما بلغت المكانة الاجتماعية، وعدم التفاخر بالأهل والقبيلة، وعدم النطق بالألفاظ البذيئة.
نرشح لك أيضا: خاتمة عن الصبر والشكر
خاتمة بحث عن وصايا لقمان لابنه
إلى هنا ينتهي هذا المقال الذي تحدثنا فيه عن بحث عن وصايا لقمان لابنه، ذلك الأمر الذي يبين لنا أن تربية الأبناء ليست بشيءٍ هين.
إنما تحتاج إلى جهد وكد وتوظيف الأحداث والحكمة في إدارة المواقف، وأن الحكمة لها ساقين، وهما ساق الفقه وساق العلم.
لذا عندما نبحث دائما عن الحكمة نجدها على صلة وثيقة بالعلم النافع والعمل الصالح، وأن الإنسان مهما تعلم لا يبلغ الوصول.
إلى مرتبة الحكمة، لذا يجب عليه العمل، كما يجب على المُربي أن يكون قدوة حتى ينشأ من تحته أجيال تتسم بالفضائل وتتحلى بالأخلاق.