خطبة عن الصداقة حقوق وواجبات

لا توجد قيمة للحياة دون الصداقة، فهي مهمة في حياة كل فرد، لذلك ينبغي على من أراد أن يكون له صديقاً، أن يُحسن اختياره فلا يغتر بالمظهر، بل يهتم بالجوهر، حتى يستطيع التمييز بين الصديق الصادق الذي يقف بجانبه، والصديق المزيف الذي لا يعرفه إلا أن كان له مصلحة أو يتركه وحده في الشدائد.

خطبة عن الصداقة حقوق وواجبات

  • الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، بسم الله الرحمن الرحيم نبدأ خطبتنا اليوم وهي بعنوان الصداقة حقوق وواجبات.
  • إن من أهم العلاقات الإنسانية في حياتنا هي الصداقة.
    • فلا يستطيع أحد أن يعيش بمفرده، بل يكوّن علاقات اجتماعية ومن ضمن هذه العلاقات هي الصداقة.
  • من منا يستطيع أن يعيش دون صديق، يقف بجانبه في الضيق والفرح، فإن كان حزناً سانده حتى يتخطاه.
    • وإن كان فرحاً فرح له وهنئه، وفي خطبتنا هذه سأتحدث معكم عن الصديق الحقيقي.
  • خطبة عن الصداقة حقوق وواجبات، ولضرورة الصديق والصداقة عموماً، يجب اختيار هذا الصديق بعناية وبمنتهى الحرص.

وفي خطبتنا اليوم سنتحدث عن الصداقة كما يلي:

  • إن خير ما نبدأ به حديثنا اليوم هو الصلاة على حبيبنا وشفيانا محمد صلى الله عليه وسلم، فالصداقة أحبائي تعتبر من أكثر العلاقات التي تربط بين أفراد المجتمع في جميع نواحي الحياة.
  • جميعنا لدينا الشخص الذي نذهب إليه في السراء والضراء، يشارك قلوبنا في كل حالاتها، غالى جداً على القلب دون غيره.
  • قد يواجه الإنسان متاعب تكدّر عليه حياته، فلا يشعر بالراحة إلا بعد الفصح.
    • والأخذ بمشورة من هو أقرب لقلبه، وعادة ما يكون هذا القريب الصديق.
  • جميعنا لدينا العديد من الأسرار التي لا نستطيع البوح بها لأقرب ما يكون.
    • لكنها تخرج للصديق الذي نثق به، ونشعر بالراحة في الحديث معه.
  • هناك صداقات تدوم لعشرات السنين، بل إن هناك صداقات قد تستمر العمر بأكمله.
    • لمن يستطيع أن يصون تلك الصداقة، يواجهوا سوياً الكثير من هموم الحياة ويتخطوها، ويتشاركون الأفراح.

للتعرف على المزيد: حوار بين شخصين عن الصداقة الحقيقية سؤال وجواب

قواعد الصداقة الحقيقة

هناك العديد من القواعد العالية التي تحملها الصداقة الحقيقية، وعند اختيار الصديق يجب وضع هذه القواعد نصب أعيننا، ومن هذه القواعد ما يلي:

الصدق

  • يعتبر الصدق من أهم الأسس والقواعد التي ينبغي أن توجد بالصداقة، على الصديق أن يكون صادق مع صديقه في كافة آراؤه.
  • ولأن الصديق مرآة لصديقه، عليه أن يكون واضحاً صريحاً، وأن يخبره بكافة عيوبه حتى يعلمها ويقوم بإصلاحها.
  • فلا يقوم بإرضاء صديقه، وموافقة رأيه لمجرد فقط أن يجامله.
    • بل من الأفضل أن يخبر صديقه بكل شيء حرصاً منه على مصلحته في المقام الأول.
  • السند والدعم، أول سؤال يوجهه الفرد في الكثير من المواقف التي يمر بها هو أين كان صديقي عندما مررت بكل هذا؟
  • والصديق نفسه هو من يحدد الإجابة على هذا السؤال.
    • ولذلك فعليه بأن يكون نعم السند في جميع أوقات الضيق والمحن التي قد يتعرض لها صديقه.

تبادل الثقة

  • إن لم تتوافر الثقة بين الأصدقاء فلا يوجد معنى لصداقتهم من الأساس.
    • فكيف لي بأن أبوح بكل ما في ذهني وكل ما أشعر به لصديقي وأنا لا أثق فيه؟
  • ولذلك عليك الحرص بتوافر الثقة فيمن تختاره صديق لك.

الصداقة في الشريعة الإسلامية

  • تحث الشريعة الإسلامية على الصداقة والتآخي، وأن تكون هناك علاقات قوية بين المسلمين بعضهم ببعض.
  • جعلت الشريعة الإسلامية من واجبات الصداقة أن يكون هناك تناصح بالخير، وأن يعين صديقه على التقوى، ولا يخجل في طلب المعونة منه إن لزم الأمر.
  • كما لزمت بأن يكون الصديق دائماً أماناً لصديقه، ويترتب على كل ما سبق ذكره أن الإنسان يتحصن بذلك من الوقوع في الخطأ، ويجعل من الإنسان شخصاً ليناً يقبل النصيحة دون التكبر، وبنفس طيبة.

اخترنا لك أيضا: بحث عن الصداقة الإيجابية

حقوق وواجبات الصداقة

هناك العديد من الحقوق والواجبات التي يجب أن تتوفر بين الأصدقاء ومنها:

الإعانة على فعل الطاعات

  • يقول الله -عز وجل- في كتابه (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفيَ خَسِرَ * إِلَّا اَلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا اَلصَّالِحَات وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).
    • يقسم الله- تبارك وتعالى- في هذه السورة بأن بني الإنسان جميعهم خاسرون، واستثنى جل وعلا منهم فئة معينة.
    • وجعلهم من الرابحين في كلا من الدنيا والآخرة، وهم المؤمنون الذين آمنوا وحققوا صدق إيمانهم بالعمل.
  • من صفات هؤلاء المؤمنين بأن كان بينهم التواصي، والتناصح، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيتعاونوا على فعل الخيرات، ويبتعدوا عن فعل المنكرات.
    • وصبروا جميعاً على تلك الطاعات ثم احتسبوها عند الله عز وجل، ولذلك كان لهم حق الفوز في الدارين الدنيا والآخرة.

التأثير بالإيجاب على أخلاقيات الصديق

  • تؤثر الأصدقاء على بعضهم البعض بشكل كبير، فغالباً يتحلى الفرد بأخلاق من يقترن بهم، عليه أن يقترن فقط بالخير، وأكد النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال “الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخال”.
    • ولذلك أكد النبي- صلى الله عليه وسلم- على ضرورة اختيار الصديق الصالح.
  • شبّه النبي- صلى الله عليه وسلم- الصديق الصالح بالمسك، والذي دائماً يكتسب الفرد من إخوته ومحبته.
    • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَثَلُ الجَلِيسِ اَلصَّالِح وَالسُّوء، كَحامِلِ المِسْكِ ونافِخِ الكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ: إِمَّا أنْ يَحْذِقك، وَإِمَّا أنْ تَبْتاعَ منه، وَإِمَّا أنْ تَجِدَ منه رِيحاً طَيِّبَةً، ونافِخُ الكِيرِ: إِمَّا أنْ يُحْرِقَ ثِيابَكَ، وَإِمَّا أنْ تَجِدَ رِيحاً خَبِيثَةً).

ثمرات اختيار الصديق الصالح

يجني الإنسان ثمرات اختياره لصديق صالح، وتتمثل أغلبها في:

  • يعين الصديق الصالح صديقه على فعل الطاعات، واجتناب كل ما حرمه الله.
  • يذكر دائما صديقه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  • قد يكون الصديق النافع سبباً في التقدم العلمي.
  • دائماً يسعى الصديق الصالح إلى تقديم النصح الدائم لصديقه، ابتغاء منه لمرضاة الله.

نرشح لك أيضا: اذاعة مدرسية عن الصداقة كاملة لجميع المراحل

في نهاية خطبتنا اليوم عن الصداقة حقوق وواجبات، نكون قد تحدثنا عن أسمى معاني الروابط الإنسانية بين أفراد المجتمع.

وعلى الجميع أن يُحسن اختياره لأصدقائه حتى لا يصاب بالندم على ما منح من ثقة وحب.

موضوعات من نفس القسم