موضوع حول التسامح ودوره في بناء المجتمعات الإنسانية
موضوع حول التسامح ودوره في بناء المجتمعات الإنسانية، التسامح من أسمى الأخلاق التي إذا امتاز بها الشخص أضافت إليه هالة مضيئة من الأخلاق الرفيعة ميزته عن باقي من حوله، فالتسامح من مكارم الأخلاق التي دعا إليها كافة الأديان السماوية.
ويعتقد بعض الناس أن في التسامح ضعف ولكن على العكس في المتسامح شخص قوي جدًا، وأدرك معنى السلام الداخلي وسعى لهدوء النفس واستطاع أن يكبح غضبه وسيطر على مشاعره السلبية تجاه الآخرين.
واستطاع أن يهنأ بحياته الاجتماعية بين الناس فسار محبوبًا يتودد الجميع له للين قلبه وحسن سلوكه معهم.
شاهد أيضًا: موضوع تعبير عن تنظيم الوقت أساس النجاح
المحتويات
مقدمة موضوع حول التسامح ودوره في بناء المجتمعات الإنسانية
التسامح هو التصالح مع النفس ومع الآخرين هو العفو والتساهل وسعة الصدر ويعد من أعظم الفضائل الأخلاقية التي دعا إليها كل الأديان.
فالتسامح صفة جميلة تدل على نقاء قلب صاحبها وقد شاد العديد من الشعراء بالتسامح في أبياتهم حيث يقول أحمد شوقي : تسامح النفس معنى عن مروءتها، بل المروءة في أسمى معانيها تخلق الصفح تسعد في الحياة به فالنفس يسعدها خلق ويشقيها.
كما يقول الشافعي : عاشر بمعروف وسامح من اعتدى ودافع ولكن بالتي هي أحسن.
أهمية التسامح وقيمته
ونجد أن التسامح لا يعود بالنفع فقط على الآخرين برغم من أن التسامح يمنح الآخرين الرضا والراحة من سلوك المتسامح.
ويسود الحب والمودة في المجتمع إلا أن التسامح يعود على صاحبه بنفع أكبر حيث يشعر المتسامح بسلام داخلي ونقاء وتطهير للروح ويكون المتسامح غالباً محبوب بين الناس وذو سيرة طيبة .
أنواع التسامح
ونجد أن التسامح لا يقتصر على شكل واحد فهناك العديد من أنواع التسامح
التسامح الديني
- ومعناه التعايش مع كافة الأديان دون تعصب لدين معين.
التسامح العرقي
- وهو تقبل اختلاف الآخرين سواء اختلاف شكلي أو عرقي.
التسامح الفكري
- وهو الابتعاد عن الانفراد بالرأي والتعصب له واحترام آراء الآخرين والتأدب في محاورتهم.
فوائد التسامح وأهميته على الفرد وعلى المجتمع
- طبقت العديد من الدراسات والتجارب على مجموعة من الأشخاص المتسامحين وأثمرت تلك التجارب على نتيجة مبهرة، حيث وجد أن الشخص المتسامح هو الأكثر سعادة والأقل عرضة لأمراض العصر الناتجة عن التعصب والانفعال كأمراض القلب وأمراض ضغط الدم وغيرها.
- كما وجد أثر التسامح في حياتهم الاجتماعية والنفسية، فبالتالي الشخص المتسامح هو الأكثر سعادة والأكثر إبداعاً والأقل مرضاً .
- ويعد المجتمع الذي يضم العديد من الأشخاص المتسامحين من أكثر المجتمعات ترابطاً في العلاقات وأكثر المجتمعات مودة.
شاهد أيضًا: تعبير كتابي عن التسامح ودوره في بناء المجتمعات
التسامح في الدين الإسلامي
- ونجد أن الإسلام من أكثر الأديان اهتماماً بنشر ماهية التسامح بين الناس فقد تعددت الآيات التي جاءت في ذكر التسامح والعفو في القرآن، لذا التسامح في الإسلام قيمة كبيرة بينتها الآيات وأكدت عليها الأحاديث النبوي.
- ونذكر على سبيل المثال بعض الآيات القرآنية التي جاءت فالأمر بالتسامح حيث يقول الله عز وجل ((فمن عفا وأصلح فأجره على الله))ومن هنا يتضح أن جزاء المتسامح عن صفحة عظيم عند الله.
- ويقول عز وجل (( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)).
- وهنا يتضح فضل التسامح على صاحبه فالتسامح يلين القلوب ويتقرب الناس للمتسامح حباً فيه وفيه صفاته الحميدة.
- كما جاءت الأحاديث النبوية لتؤكد على أهمية التسامح وقيمته بين الأفراد فقد ذكر الرسول الكريم فيه حديثه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: ” كل هين لين قريب سهل.
- فالإنسان المتسامح الكريم حرم جسده على النار وذلك للين قلبه وسرعة عفوه وجاء أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه.
- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا ” والحديث هنا يؤكد الحديث أن كلما زاد الإنسان تسامحاً زادت مكانته بين القلوب وعلا شأنه ورضا الله عنه وزاد الناس حباً فيه.
- ومن هنا ندرك أهمية التسامح على الفرد في حياته ونلمس المكانة العالية التي خص الله بها المتسامح .
كيف تكون متسامحاً مع الآخرين
- يجد العديد من الأشخاص معاناة في عدم قدرتهم على العفو والتسامح مع الآخرين، مما يعوق مسيرة حياتهم ويقف ذلك عقبة بينهم وبين صفاء ونقاء ذهنهم.
- التسامح في مفهومه ما هو إلا قرار إذا استطاع الإنسان اتخاذه فهو بذلك يتخلص من غضب وحقد تجاه موقف معين سبب له أذى نفسي، ومن هنا يستطيع الشخص أن يحافظ على صحته الجسدية والنفسية بتخليه عن سبب حزنه أو ضيقه.
بعض النصائح التي نلجأ إليها لتساعد الإنسان للتخلي عن غضبه ويستطيع أن يتسامح مع الآخرين
- الاعتراف بالأذى أو السبب الذي كان سبب في شعورك بالحزن والضيق.
- قم بتحليل الموقف الصادر من الشخص هل كان سلوكه متعمداً أم كان خطأ غير مقصود.
- حاول تذكر مواقف أخرى جيدة للشخص المخطئ ولا تنسوا الفضل بينكم وبينه.
- تذكر أننا جميعًا كبشر معرضين للخطأ وتذكر أخطاءك.
- حاول أن تطلق لمشاعرك السلبية العنان سواء بكتابة تلك المشاعر على ورقة ثم قم بتمزيقها، وبذلك تكون تخلصت منها أو قم بالحديث مع أحد المقربين أو اللجوء إلى بعض التمارين التي تقلل حدة التوتر والانفعالات.
- لا تجعل مشاعر الغضب تسيطر عليك فإذا تملكتك تلك المشاعر سيطرت على تفكيرك ووجهتك لأفكار سلبية تؤذي مشاعر الآخرين.
- ومن هنا تصبح أنت المخطئ بعد أن كنت على حق فلذلك امنح فرصة للشخص الذي أخطأ في حقك، ف تخلصك من مشاعر الحزن ستجد الراحة النفسية والسلام الداخلي وتصفو مشاعرك.
- ذكر نفسك دائماً بمكانة المتسامح بين الناس والفضل الذي أعده الله الشخص المتسامح.
كيف تزرع التسامح في أبنائك
- أفضل طريقة لغرس سلوك معين في أبنائنا هو أن يروا السلوك في تصرفنا تجاه مواقف مختلفة.
- فإذا أردت أن تعلم أبنك الصفح فاصفح أنت أولاً وأعفو عن بعض أخطاءه، اغرس فيه معنى التسامح بأنه القوة التي تكمن داخلنا.
- وأكد له علي معنى أن الإنسان المتسامح ليس ضعيف إنما هو أقوى إنسان.
- حيث أنه يستطيع أن يعفو عن من اخطأ في حقه وهو قادر.
خطورة عدم التسامح والعفو
- من أكثر الأمور خطورة على الإنسان هو إغفال قيمة التسامح وعدم غرسها في النفوس.
- حيث وجد تأثير ذلك سلباً على صحة الإنسان بالتوتر والعصبية الناتجة عن الانفعال.
- وعدم التسامح يضر بالجهاز الهضمي والقلب والجهاز المناعي للإنسان.
- ويصحب عدم التسامح بالفكر والتوتر والإرهاق والألم مختلفة في جسم الإنسان كله.
- كما أن التفكير الدائم والطويل في المواقف المحزنة تجعل الطاقة السلبية تسيطر على الشخص.
- وبالتالي ينساق في دائرة مغلقة من السلبيات والذكريات الأليمة.
- ومن هنا تتحول أفكاره إلى رد فعل وسلوك سلبي وفي بعض الأحيان عدواني.
- لذا وجب على الإنسان التحلي بالتسامح والعفو لما له من فوائد تعود عليه أولاً قبل غيره.
شاهد أيضًا: موضوع تعبير عن التسامح واثره على الفرد والمجتمع
خاتمة موضوع حول التسامح ودوره في بناء المجتمعات الإنسانية
قال تعالى ( فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}(الزُّخرف:89 )، التسامح هو فضيلة أخلاقية يجب علينا جميعاً أن نتحلى به ونحرر النفس من الحقد والكراهية، والحياة أقصر من أن نضيع أيامها في حزن وغضب استمتع بكل أيامك بصفاء.
فالتسامح عائد لك لا عليك والتسامح سمة الأقوياء لا كما يظن البعض أنها ضعف حيث قال رسول الله (ص) : ( ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب ) فكن قوياً تكن متسامحاً.
ومن هنا نكون قد ختمنا معكم مقالنا اليوم ونرجو أن يكون المقال قد نال إعجابكم، لا تنسوا لايك وشير المقال لتعم الفائدة على الجميع.