ما هي ملوثات البيئة وطرق معالجتها

ما هي ملوثات البيئة وطرق معالجتها، تعد مشكلة تلوث البيئة من المشاكل العالمية، والذي ينجم عنها وجود المخاطر والأضرار على كل من يعيشون في تلك البيئة سواء إنسان أو حيوان أو نبات.

إذ تعتمد جميع الكائنات الحية على مكونات الأرض من الهواء والماء والذي يؤدي تلوثهم إلى تعرض الحياة للخطر والتأثير السلبي على صحة تلك الكائنات.

لذا سنتحدث في مقالنا اليوم عن ما هي ملوثات البيئة وطرق معالجتها.

تلوث البيئة

يعرف التلوث البيئي بأنه عبارة عن وجود تغيرات في عوامل البيئة الطبيعية.

أو زيادة كمية المواد الغازية المختلفة أو الصلبة أو السائلة بشكل يجعل النظام غير قادرًا على تحليلها.

كما يفقد القدرة أيضًا على إعادة تدوير تلك الملوثات أو تشتيتها أو تحويلها إلى مواد أخرى لا ينجم عنها أي ضرر، وذلك لأن ملوثات البيئة كثيرة ومتنوعة.

على الرغم من كل هذه الأضرار إلا إن مشكلة التلوث هذه مشكلة عالمية ولها الكثير من آثارها السلبية على الإنسان.

وعلى جميع الكائنات الحية التي تعيش في تلك البيئة.

حيث يكون الاعتماد الأكبر في الحياة على الأرض وما تحتوي عليه مكوناتها من ماء وهواء.

إذ أن تعرض تلك الأشياء للملوثات يؤدي ذلك إلى تهديد الحياة البشرية

كما نجد أن العيش في الريف أكثر أمانًا عن المدن الحضرية، وذلك لأن الريف يكون أقل تأثرًا بتلك الملوثات.

تابع أيضًا: العلاقة بين الرياضيات والبيئة

أنواع التلوث البيئي

تلوث الماء

يعرف تلوث الماء بأنه عبارة عن وجود بعض المواد الكيميائية أو الفيزيائية أو البيولوجية غير المرغوب بها فيه والتي تغير من خواصه الطبيعية.

مثل وجود تغيير في الرائحة أو الطعم أو تعكير صفو المياه، والذي ينتج عنه حدوث الكثير من الآثار السلبية على من يتناول تلك المياه الملوثة.

على الرغم من ذلك توجد بعض الملوثات التي ليس لها تأثير ظاهر على المياه مثل الملوثات الكيميائية والكائنات الحية الدقيقة والفطريات التي تنقل الأمراض.

وعلى ذلك يمنع استخدام تلك المياه الملوثة لري الأراضي الزراعية أو للاستحمام أو الغسيل أو الشرب للحيوانات، حيث يمنع استخدامها نهائيًا.

أسباب تلوث المياه

تنقسم ملوثات المياه إلى قسمين:

ملوثات مباشرة

 حيث تشمل جميع المصادر التي تحول مياه الصرف لديها السائلة إلى مناطق إمداد المياه في الأماكن الحضرية.

ومن هذه المصادر النفايات السائلة التي يتم صرفها من المصانع والمصافي ووحدات معالجة النفايات، وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتفادي ذلك، إلا إن المياه لا تخلو منها بشكل قاطع.

ملوثات غير مباشرة

 وهي عبارة عن ملوثات ناجمة من الغلاف الجوي، والتي تأتي إلينا عند هطولها مع مياه الأمطار بسبب الأنشطة البشرية.

ومن هذه الأنشطة التي تؤدي إلى التلوث عوادم السيارات وانبعاث الغازات الناجم عن أدخنة المصانع والمخابز وغيرهم.

بالإضافة إلى الملوثات التي تأتي من التربة المسمدة بالمبيدات الحشرية وتصريفها إلى مصادر المياه الجوفية الموجودة في باطن الأرض.

الآثار السلبية لتلوث الماء

  • تؤدي الأمطار الحامضية المشبعة بالملوثات الغازية إلى إزالة الغابات وموت النباتات عند هطولها عليه.
  • يؤدي تلوث المياه عمومًا إلى تلوث مياه الشرب، فبالتالي تؤثر سلبًا على صحة الإنسان والحيوان الذي يشرب منها، بسبب تعرضها للسموم البيولوجية.

تلك السموم التي ظلت متراكمة لفترة كبيرة جدًا على أجسامها، بالإضافة إلى الخلل البيئي التي تحدثه تلك الملوثات بسبب عدم قدرة الأنهار والبحار على دعم تلك التنوع البيولوجي.

  • يصاب الإنسان بالعديد من الأمراض أخطرها الفشل الكلوي والحمة وآلام المعدة والإسهال عند تناوله تلك المياه الملوثة.
  • تموت النباتات وتنعدم خصوبة التربة ويقل الحصاد عندما ترتوي بتلك المياه، ليس ذلك فحسب بل يصاب الإنسان والحيوان اللذان يأكلان من تلك النبات بالأمراض الخطيرة.
  • يؤدي الزيادة في تلوث المياه إلى عدم وجود مياه صالحة للشرب فبالتالي تزداد الأمراض والأخطار.

تلوث الهواء

يحدث تلوث للهواء بسبب عوامل مرئية وغير مرئية، فالملوثات المرئية تتمثل في عوادم السيارات وأدخنة المصانع والمركبات والتي تؤدي إلى إصابة الأشخاص بالكثير من الأمراض.

ومن أهم هذه الأمراض أمراض التنفس والرئة والتهاب العين وتلوث الدم والعديد من الأمراض الأخرى التي تؤدي إلى الاختناق ومن ثم الوفاة.

فعلى سبيل المثال الحادثة التي وقعت في الهند عام ١٩٨٤ ميلادي وهي تسرب المواد السامة من أحد المصانع والذي أظفر عنه موت ٨٠٠٠ شخص، وإصابة الآلاف الأخرى بجروح بالغة وأمراض مزمنة.

أسباب تلوث الهواء

يوجد أربع مصادر رئيسية لتلوث الهواء وهم:

المصادر الثابتة

 وهي الملوثات الناتجة عن المنشآت الصناعية بأنواعها، ومحطات الطاقة، ومصافي البترول.

المصادر المتحركة

 وهي تنتج عن الطائرات والمركبات والقطارات والحافلات وغيرهم من المصادر المتحركة.

المصادر الطبيعية

 وهي تلك الملوثات الناتجة عن البراكين والزلازل وحرائق الغابات والغازات الناتجة عن تلك الحرائق، بالإضافة إلى الأتربة التي تحملها الرياح.

المصادر النطاقية

 وهي تلك المصادر الناتجة عن الأماكن الزراعية، بالإضافة إلى مدافئ احتراق الأخشاب التي توجد بالمدن.

الآثار السلبية لتلوث الهواء

  • يؤدي تلوث الهواء إلى انخفاض هائل في أعمار سكان الكرة الأرضية، خاصًة إذا لم يتم معالجة أسباب تلت الملوثات وظلت في زيادة كما هو عليه الحال الآن.
  • ويؤدي الهواء الملوث إلى حدوث ضيق في التنفس والإصابة بأمراض الرئة المزمنة والحساسية والتهاب العين وتهيج الأعصاب والتوتر بالإضافة إلى أمراض المعدة والقولون.
  • يؤدي تلوث الهواء إلى تلوث المياه الجارية واندماجها بمياه والشرب وجعل مياه الشرب غير صالحة للاستخدام الآدمي وغير الآدمي.

قد يهمك: أثر تلوث البيئة على الزراعة

تلوث التربة

يحدث هذا التلوث عند مزج التربة بكميات كبيرة من المواد الكيميائية التي لا تقدر التربة على التعامل معها وامتصاصها، مما يؤثر ذلك سلبًا على التربة وعلى النبات والإنسان والحيوان الذين يتناولون من تلك النباتات.

يحدث ذلك التلوث بفعل الأنشطة البشرية والبعض منه ينتج بسبب الطبيعة كارتفاع نسبة المواد السامة الثقيلة الموجودة في التربة مثل الزرنيخ والكادميوم والنيكل.

يعد تلوث التربة من أخطر أنواع الملوثات، وذلك لأنه ملوث خفي لا يرى بالعين المجرد، بل لا بد من تحليل التربة لاكتشافه وتقييم مدى خطورته.

أسباب تلوث التربة

  • تصريف مياه الصرف الصحي البشري على الأراضي الزراعية.
  • مناطق دفن النفايات.
  • عمليات التعدين.
  • محطات الطاقة النووية.
  • المعامل الكيميائية والصناعية.
  • الفضلات المختلطة والنفايات الصلبة.
  • محطات تصفية النفط.
  • مخلفات أعمال البناء المتنوعة.
  • القمامة المنزلية، والتي تحتوي على بقايا الأطعمة التي تتعفن وتتحلل بمرور الوقت والذي ينتج عنها سائلًا يدعى “الرشاحة”.

ويتسرب تلك السائل إلى التربة مما يعرضها إلى أعلى مستويات التلوث، وذلك لأن تركيزه عالي لاحتوائه على المواد الكيميائية السامة والمواد العضوية.

بالإضافة إلى الكائنات الدقيقة والفطريات والبكتريا والجراثيم المسببة لآلاف الأمراض، حيث يزداد تأثير تلك الملوثات عند هطول الأمطار عليها.

حيث تعمل الأمطار على غسل النفايات وإخراج الملوثات منها ونزولها إلى التربة.

طرق معالجة التلوث البيئي

أولاً: طرق الحد من تلوث المياه

  • بدلًا من أن نتخلص من النفايات في الماء، نقوم بإعادة تدويرها.
  • القضاء على المواد الكيميائية الناتجة من المنزل بطرق أكثر صحة.
  • الحد من شراء الأطعمة المعلبة الجاهزة، وذلك لأنها تعلب في صناديق كرتونية أو زجاجية، حيث تحتوي تلك المواد على كمية كبيرة من الأصباغ.
    • ومن ثم يتم رمي تلك المعلبات في المياه وتذوب فيها تلك الأصباغ وتلوثها.
  • صيانة السفن المحملة بالنفط حتى لا تتسرب تلك المواد إلى المياه وتلوثها، مع الحد من عمليات التنقيب والحفر في مياه البحار والمحيطات للبحث عن المعادن لأن ذلك يؤدي إلى تلوث المياه.
  • استبدال استخدام المركبات الخاصة مثل السيارات والدراجات بالمواصلات العامة للحد من عوادم تلك المركبات والأدخنة الناتجة عنها.
  • استخدام فلاتر ومنقيات للمياه داخل المنازل للحد من آثار تلوث الهواء السلبية.

ثانيًا: طرق الحد من تلوث الهواء

  • استخدام المركبات التي تعمل بالكهرباء، بدلًا من المركبات التي تعمل بالوقود حتى تنعدم عوادم تلك المركبات ويظل الهواء نقيًا.
  • استخدام الدرجات الهوائية أو مواصلات النقل العام أو حتى المشي قدمًا للحد من عمليات احتراق الوقود.
  • الاعتماد على الطاقة الشمسية أو الرياح في توليد الكهرباء بدلًا من محطات الطاقة التي تعتمد على احتراق الوقود.
  • تشجيع المنتج المحلي واستخدامه بكثره بدلًا من استخدام المنتجات المستوردة، للحد من استخدام الوقود التي تحرقه تلك الشاحنات أثناء النقل.
  • استخدام عوامل تصفية وتنقية الهواء في الحدائق العامة والمنازل للحد من امتصاص الهواء الملوث.
  • زراعة الأشجار والنباتات والورود بكثرة على جوانب الطرق وفي الحدائق خاصًة في المدن، وذلك لأن النباتات تقوم بامتصاص ثاني أكسيد الكربون الناتج عن عوادم السيارات.

لذا نجد الريف أقل تلوثًا وأقل تأثرًا بعوامل التلوث عن المدن، لما يمتاز به من مساحته الواسعة الخضراء وكثرة أشجاره ونباتاته.

ثالثًا: طرق الحد من تلوث التربة

  • عدم إلقاء القمامة بها خاصًة بقايا الطعام والمواد البلاستيكية لأنها صعبة للتحلل وعندما تتحلل تتحول إلى مواد سامة تلوث التربة، والعمل على إعادة تدوير تلك النفايات.
  • عدم إلقاء الأدوات في القمامة وإعادة استخدامها مرة أخرى.
  • شراء المنتجات التي تتحلل بيولوجيًا.
  • الحد من استخدام المبيدات الحشرية والمواد الكيمائية والأسمدة التي تضر بالتربة، واستخدام بدلًا منها مواد آمنة وبكميات مناسبة دون إسراف.
  • عدم تجريف التربة وترسيبها، لأن ذلك سيؤدي إلى تلوثها وتقليل خصوبتها للزراعة وعدم قدرتها على إنتاج النباتات.
  • ري الأراضي الزراعية بمياه صالحة للاستخدام غير ملوثة، لأن هذا الضرر سينتقل إلى الإنسان والحيوان وسيضر أيضًا بصحة الأرض.
  • يجب أن يكون لدى المزارع وعي كافي بكيفية زراعة الأرض وكيفية المحافظة عليها والمحافظة على توازن المعادن الأساسية بها دون إفراط في ذلك.

اقرأ أيضًا: التلوث في البيئة الزراعية

إلى هنا ينتهي هذا المقال الذي تحدثنا فيه عن ما هي ملوثات البيئة وطرق معالجتها، كما تحدثنا عن تلوث البيئة، وأنواع التلوث البيئي، من حيث تلوث الماء والهواء والتربة.

كما تحدثنا عن طرق معالجة التلوث البيئي، وشرحنا كيفية معالجة كل نوع من انواع التلوث على حدة وكيفية الحد منه، آملين أن ينال المقال على إعجابكم ونشكركم على حُسن المتابعة.

شاهد أيضًا