الفرق بين الدلالة والمعنى
نغوص معكم في بحر اللغة العربية، لنمتع عقولنا بمعرفة الفرق بين الدلالة والمعنى، موضوعنا اليوم غذاء علمي للذهن، يعطينا معلومات جديدة وجميلة، دعونا نقتطف من بستان العلم بعض المقتطفات الرائعة، ونقدمها لكم في هذا المقال.
سنوضح لكم تفاصيل موضوعنا الأساسي بطريقة مبسطة وواضحة، على أمل أن يكون خير معين لكم في قواعد اللغة العربية، تابعونا عبر موقع mlzamty.com.
المحتويات
الفرق بين الدلالة والمعنى
من الممكن أن تختلط علينا دلالة الكلمة ومعناها في بعض الكلمات، سنوضح لكم الفرق بينهما في هذه الفقرة وسطورها فيما يلي:
- تعريف المعنى: ننوه في بداية مقالنا أن مصطلح المعنى يعتبر من أكثر المصطلحات التي اختلف العلماء بتعريفها.
- وهذا نتج عن الاختلاف الذي كان في اهتمامات الدارسين.
- وكذلك عن تعدد البحوث التي يقوم بها العلماء.
- تعود أيضا الاختلافات إلى زيادة المصطلحات التي تم استخدامها في هذا المجال، وغيره من المجالات التي ترتبط به.
- لا يعتبر مصطلح المعنى عند النحويين واحد فقط، وبعض الآراء تصنفه بالمعنى الصرفي.
- وفي كثير من الأحيان يصنفه البعض على أنه المعنى الدلالي، والآخرين يتجهون بتصنيفه على أنه المعنى النحوي.
- تعريف الدلالة، يكون عبارة عن الحامل المادي، أو الفكرة الذهنية المخصصة للفظ.
- والشيء الأهم الذي يميزه، هو أنه منطوق، وهذا أكد عليه العلماء كافة.
- وضح العالم سيبويه المقصود بكلمة الدلالة، على أنها العلامة الإعرابية.
- أو يمكن أن نقول أنه الإعراب، لا سيما أنه يرى أن الشكل اللفظي للدلالة الذي يكون متمثلا في النصب.
- يتبع معنى معين، ويتم التصحيح والتوجيه عليه.
- في حين أن ابن مالك قام بتعريف الكلمة على أنها لفظ لكن مستقل، وأنها لفظ دال بالوضع، سواء تحقيقا أو تقديرا.
- وهذا يشير بالقصد إلى المستقل، وهو كل شيء ليس ببعض اسم، مثل تاء مسلمة.
للتعرف على المزيد: علم الدلالة ومفاهيمه المختلفة
أقوال العلماء حول الدلالة
ذكر العديد من العلماء أقوال مختلفة حول الدلالة أو اللفظ، وسنقدم لكم البعض من هذه الأقاويل، وهي تتمثل كالآتي:
- في قول العالم خالد الأزهري: “اللفظ في أصله مصدر”.
- وأشار في كلمة اللفظ إلى المقص، والمراد باللفظ في هذه الجملة هو اصطلاح النحويين.
- وهو عبارة عن الصوت الذي يشمل جزء من الحروف الهجائية في اللغة، ويخرج من الفم.
- وذلك يكون تقديرا مثل دلالة ولفظ الضمائر المستترة، أو تحقيقا مثل كلمة زيد.
- وتم تسمية الصوت باللفظ، بسبب ما يطلق عليه رمي الهواء الذي يخرج من الرئة.
- كذلك قال السيوطي عن هذا: كل شيء يخرج من الفم حتى لو كان خاليا من الحروف، فهو يعتبر صوت.
- وحتى في حين كان يتضمن خرف فقط، دون أي معنى يعتبر قول.
- وإذا كان مفرد، فهو كلمة.
- أما في حين كان مركبا من اثنين، ولم يعطي إفادة بأي نسبة محددة مقصودة، تعتبر جملة.
- وإذا أفاد بأمر آخر غير ذلك، فيعتبر كلام.
- ونجد في قول العالم أبو البقاء الكفوي: أثناء حديثه عن اللفظ، أنه يكون عبارة عن مصدر يعطي معنى الرمي.
- وهو بالتالي المفعول، وفيه يتم تناول ما لا يعتبر صوت، أو ما يتكون من حرف واحد.
- ومنذ بدايته يكون صادرا من الفم، لكن اختص بتعريفه بأنه ما يصدره الفم من صوت.
- ويعتمد بكون ما يخرج من الفم عبارة عن حرف أو أكثر.
- كما يمكن أيضا أن يكون مستعمل، ولا نقول لفظ الله، إنما كلمة الله.
أنواع الدلالات
يتبع الدلالات عدة أنواع، سنقوم بتفسيرها لكم من خلال سطور مقالنا فيما يلي:
الدلالة الصوتية
- لا بد من أن نذكر أنه لا يوجد للأصوات بحد ذاتها دلالات محددة، وهذا يعود للعلاقة بين الدال والمدلول.
- فالعلاقة بينهما هي علاقة اعتباطية، ومن مهمة الأصوات أنها تُشكل الوحدات الدلالية.
- خاصة في المستويات التركيبية، وتبدأ من الصرف، وصولا إلى نهاية الجملة.
- وبعض العلماء والباحثين وضحوا بأن تلك الدلالة الصرفية من الممكن أن يعود صوت الكلمة ذاتها عليها بالفائدة.
- بالتالي نستنتج وجود علاقة طبيعية بين كل من الدال والمدلول.
- وقام ابن جنى بتخصيص ذلك ليوضح الخصائص كافة، ويكونون منفصلين في البحث.
- وتابع بعض المحدثين ابن جني، وابن فارس في رأيهم.
- وكان من ضمنهم محمد المبارك، الذي يرى أن الإنسان يقول دون أي تردد.
- وأم حروف اللغة العربية لها إيحاء خاص، حتى في حين لم يوجد دلالة قاطعة للمعنى.
اخترنا لك أيضا: ما مجالات علم اللغة
الدلالة الصرفية
- هذه الدلالة تتمثل في الأمور التي تخص الزيادات الصرفية، وهي تكون بإضافة معاني للمعنى الخاص بالمعجم.
- والدلالة النحوية التي من خلالها يقوم علم النحو بدراسة الجانبين المختلفين.
- ويتمثلان في جانب تركيب الجملة العربية، وحتى في الإعراب.
- ومعرفة الجانبين معرفة تامة، تشير إلى المعرفة بالدلالة النحوية.
مقدمات التأليف النحوي الثلاث
بعد أن قدمنا لكم الفرق بين الدلالة والمعنى، ننتقل إلى توضيح مقدمات التأليف النحوي الثلاث فيما يلي:
- تتمثل مقدمات التأليف النحوي، بوحدات القول، الإعراب، وكذلك البناء والنكرة والمعرفة.
- ونجد في بداية الأمر أن القواعد التي تقوم على الدلالة والمعنى هي عبارة عن عدة أمور.
- الأول منها هو القيام بالحمل على اللفظ والمعنى.
- والأمر الثاني هو إصلاح اللفظ.
- الأمر الثالث هو القيام بتوضيح الفرق بين تفسير المعنى، وتقدير الإعراب.
- أما بالنسبة للشرح فنجد عدة أمور أولها أن المعنى يكون قاصدا إعطاء الحكم اللفظي الخاص بالشيء.
- وهذا يكون لما يشابهه في معناه، لكن في القول حول اللفظ قال ابن جني أنه باب مستقل.
- وخص هذا من ناحية تهيئة اللفظ، أو للاهتمام بالمعنى.
البلاغة والدلالة وتبدل المعنى
المعنى يصنف كعامل مشترك بين كل من الدلالة والبلاغة، وهذا موضح في علم البيان وعلم البديع كالتالي:
- يتوضح هذا بما يتضمنه علم البيان والبديع من محسنات لفظية، ومحسنات معنوية.
- ونشير في هذه المعاني المركبة كل ما يمنح التحسين من السكوت في المعنى.
- ويدل أيضا على المراد لشخص المتكلم.
- يدخل على هذه المعاني بعض التبدلات التي تكون متخذة أشكال مختلفة.
- وتدخل أيضا أسبابها المختلفة تحت مسميات ودراسات بلاغية عديدة.
- ويتوضح لنا أنه من الصور التي يظهر من خلالها انحراف معنى الكلمة، أو تبدله تماما.
- مثل الشكل المنطقي والشكل الدلالي، وأخيرا الشكل البلاغي.
- ويوجد أيضا بعض الأمثلة البلاغية التي توضح التبدلات في المعنى.
- وأولها للمقام والمقال، وننوه بأن لكل مقال مقام خاص به.
- وثانيا المجاز، حيث يتم تبديل المعنى باستخدام صيغة المجاز.
- وأخيرا الاستعارة، وهي من أركان المجاز اللغوي، وتكون عبارة عن تشبيه لكن تم حذف أحد طرفيه.
نرشح لك أيضا: ما الفرق بين النون والتنوين
انتهى مقالنا الذي تناول الفرق بين الدلالة والمعنى، وتضمن عدة فقرات مهمة، منها الأنواع التابعة للدلالة، وكذلك استعرضنا لكم أقوال العلماء في موضوعنا الأساسي.
أتمنى لكم دوام العلم والمعرفة، وأن تستزيدوا من معلومات مقالنا، وتعود عليكم بالنفع والفائدة، فاللغة العربية بحر كبير، وما ذكرناه ما هو إلا نقطة صغيرة في بحرها.