الفرق بين لم ولما

عُرفت اللغة العربية ببحورها الواسعة وفروعها الكثيرة والمتشعبة التي من الصعب الإلمام بها بالتحديد فيما يخص فرع النحو منها.

لأنك قد تجد فيه كلمتان متشابهتان إلى حدٍ ما، ولكنهما لا يحملان نفس المعنى، ولا نفس الموقع الإعرابي من الجملة.

مثل ما حدث في الفرق بين لم ولما، وهذا سيكون موضوعنا اليوم، وذلك عبر موقع mlzamty.com

الفرق بين لم ولما

  • الفرق بين هذين الأداتين كبير من حيث المعنى، على الرغم من أن كلاهما أدوات جزم للفعل المضارع.
  • كما أنهما يفيدا النفي مع أخواتهما (ألمّا، ألمْ، لا الناهية، لام الأمر، لام الدعاء)، الذين يقومون بجزم الفعل المضارع.
  • ولكي نتمكن من التفرقة بين لم ولمّا لا بد من أن نوضح عمل كل أداة منهما على حدة، وذلك كالآتي:

للتعرف على المزيد: الفرق بين الهاء والتاء المربوطة

أولاً: عمل لم

  • أداة (لم) يتم تعريفها من قِبل علماء النحو على أنها أداة (قلب، جزم، نفي).
  • (لم) أداة نفي: لأنها تقوم بتحويل الجملة المثبتة إلى جملة منفية.
  • (لم) أداة جزم: لأنها تعمل على جزم الفعل المضارع الذي يليها.
  • و(لم) أداة قلب: لأن تقوم بقلب زمن الفعل المضارع إلى الحال أو الاستقبال أو إلي الماضي.

وللتوضيح: سنضرب لكم أمثلة تبرز لكم المعلومة بشكل أكبر.

  • يقول الله تعالى (قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَال)
    • ففي هذه الآية المذكورة لما في سورة البقرة، نجد أن الفعل المضارع (يُؤت) جاء مجزوم، والذي يدل على جزمه أنه حُذف منه حرف العلة.
    • آلا وهو حرف الألف، وعُوض عنه بالفتحة الظاهرة الموجودة على الحرف الذي يسبقه، أي الموجودة على حرف (التاء).
  • مثال آخر: يقول الله في كتابه لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)”.
    • فإذا نظرنا هنا إلى الفعلين (يلد، يولد)، نجد أن تم جزمهما بالسكون، لأنه سبقتهما (لم) الجازمة.

ثانيًا: عمل لما

  • بتشابه عمل (لما) مع عمل (لم) تمامًا، وذلك لأن (لما) أداة (قلب، جزم، نفي) أيضًا مثل (لم).

وللتوضيح: سنذكر لكم هذا المثال، وهو قول الله عز وجل في سورة عبس.

  • “كلا لما يقضِ ما أمرة” ، فإذا نظرنا في هذه الآية نجد أن الفعل (يقضِ) فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة.
    • وهو حرف الياء، وعُوض عنه بالكسرة الظاهرة المرسومة على الحرف الذي يسبقه.

أنواع لمّا

يجب الأخذ في الاعتبار أن (لما) في اللغة العربية لها معنيان وهما:

  • (لما) التي ذكرناها لكم سابقًا في أول المقال، وهي أداة جزم تدخل على الفعل المضارع فتجزمه، وتقوم بحذف آخره.
  • (لما) الظرفية والتي تأتي بمعنى (حين) وهي هنا ظرف زمان، ولكنها هنا تدخل على الفعل الماضي.
  • ويكون جواب الشرط التابع لها أيضًا في الزمن الماضي، أو قد يكون جواب شرط جملة اسميه مرتبط بالحرف (إذا).
    • مثل: قول الله تعالى في كتابه الكريم “فلمّا جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون”.
      • فإذا تمعنا في هذه الآية نجد أن (لما)  هنا جاءت بمعنى (حين)، إلا أن جواب الشرط التابع لها أتى جمله اسمية.
      • تحتوي على (إذا) الفجائية.
  • فإذا نظرنا إلى الفرق بين لم ولما نجد أنهما يتفقان من حيث المعنى في ثلاث مواضع، ويختلفان في أربعة، وسنخبركم بهم.

أوجه التشابه بين لم ولما

  • أن كلا الحرفين عاملان يختصان بالدخول على الفعل المضارع، ولا يدخلان على غيره، كما يؤثران في موقعه الإعرابي.
  • أن كلا الحرفين أدوات جزم للفعل المضارع.
  • وأدوات قلب من حيث الحال والاستقبال، ويختصان بالزمن الماضي.

أوجه الاختلاف بين لم ولما

تختلف (لم) عن (لما) في أربع مواضع وهم:

  • أن (لم) تستخدم لنفي الفعل المستغرق في الماضي، وبهذا يتم إجازة نفي مصحوبها والتابع لها في المضارع.
    • كما يمكن إثباته، فعلى سبيل المثال نقول: لم أذهب إلى الجيزة أبدًا، أو لم أتحدث اليوم ولكني تحدثت الآن.
  • أما (لما) تستخدم لنفي الفعل المستغرق في جميع أجزاءه، سواء في ماضيه أم حاضره، ولا يجوز بعدها إثبات الفعل.
    • فعلى سبيل المثال نقول: لم أتحدث اليوم خوفًا من العقاب، وهذا يعني أنه لم يتحدث سواء في الماضي أو الحاضر.
  • كما أن (لما) تقوم بنفي الحال أيضًا، فلا يجوز أن نقول: لما أتحدث اليوم خوفًا من العقاب ثم تحدثت الآن.
    • وذلك لأن الكلام هنا يوحي إلى التناقض ولا يعطي معنى مفيد.
  • أن الفعل المنفي ب (لم) يستحيل حدوثه، مثل قول الله تعالى في سورة الإخلاص.
    • “لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد”.

اخترنا لك أيضا: الفرق بين النون الساكنة والتنوين في جدول

  • أما الفعل المنفي ب (لما) يمكن حدوثه لاحقًا في المستقبل، ولكنه هنا تم نفيه في الحاضر والماضي.
    • فعلى سبيل المثال قول الله: “أأُنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شكٍ من ذكري بل لمّا يذوقوا عذاب”.
    • حيث نفهم من تفسير هذه الآية كما جاء بها الطبري أن العذاب لم ينزل عليهم بعد، ولكنه تم توقعه أن يصيبهم في جهنم.
  • أن الأداة (لم) يمكنها أن تأتي بعد أداة الشرط، وللتوضيح سنضرب لكم مثال، وهو قول الله في كتابه:
    • “لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرضٌ والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاوزونك فيها إلا قليلًا.
  • أما (لما) يمتنع أن تأتي بعد أداة الشرط عكس (لم).
  • أن (لما) يمكن أن يتم حذف الفعل المجزوم بها والمذكور بعدها، مثل قولنا: قاربت البيت ولما، يعني لما أصل له.
  • ف (لما) أثرها قد يمتد إلى المستقبل، حيث لا يجوز إثبات الفعل وراءها.
  • أما (لم) يستحيل حذف الفعل المضارع الذي يليها، لأنه يكون مثبت، ووضحنا لكم هذا سابقًا، إلا في حالة واحدة.
  • وهي الضرورة الشعرية، فقد يلجأ الشاعر لحذف الفعل بعدها حتى تتجانس المقامات، إلا إنه يُفهم من السياق أنه منفي.
    • فعلى سبيل المثال قول الشاعر إبراهيم بن هرمة:
    • احفظ وديعتك التي استودعتها***يوم الأعازب إن وصلت وإن لم.

الفرق بين لم ولما الظرفية من حيث المعنى

  • إذا كنتم على تركيز عالي ستتذكرون أننا ذكرنا لكم في أول المقال أن (لما) لها معنيان في اللغة العربية.
  • المعنى الأول: وهي أن تأتي بمعنى (حين) ظرف زمان، فإذا قمنا بالمقارنة بين (لما) الظرفية و (لم) الشرطية الجازمة.
    • لا يظهر لنا أي وجه تشابه، بل العكس يظهر لنا وجه الاختلاف، فكلٍ منهما من باب غير الآخر.
    • أن (لم) أداة (قلب، جزم، نفي)، أما (لما) تأتي ظرف زمان بمعنى حين.

اختصار الفرق بين لم ولم في 8 نقاط

  • أن (لم) و (لما) كلاهما أدوات قلب وجزم ونفي للفعل المضارع.
  • أن (لم) و (لما) كلاهما حروف عاملة يختصان بالدخول على الفعل المضارع، ولا يدخلان على غيره.
  • الأداة (لما) في اللغة العربية تتمركز حول معنيان، الأول: حرف قلب نفي وقلب وجزم ويدخل على الفعل المضارع.
  • والثاني: أن تكون ظرف زمان بمعنى (حين).
  • (لم) أداة يتم استخدامها لنفي الفعل المستغرق في الماضي، ويجوز نفي فعلها في المضارع كما يمكن إثباته.
  • أما (لما) لا يتم استخدامها لنفي الفعل المستغرق في الماضي أو الحاضر، كما لا يجوز إثبات فعلها في زمن المضارع.
  • أن (لم) تأتي مع الأفعال الممكن حدوثها، أما (لما) تأتي مع الأفعال الواجب حدوثها مستقبلًا فهي للإثبات.
  • أن (لم) يمكن أن تأتي بعد أداة الشرط، أما (لما) لا يمكنها ذلك.
  • وأن (لم) لا يجوز حذف الفعل التي تجزمه إلا للضرورة الشعرية، أما (لما) يمكن فيها حذف الفعل التي تجزمه.
  • لا يمكننا المقارنة بين (لما) الظرفية، و(لم) من حيث أوجه التشابه والاختلاف، لأن كلاهما من باب منفصل عن الآخر.

نرشح لك أيضا: موضوع عن الفرق بين الكفاءة والفاعلية

إلى هنا ينتهي هذا المقال الذي تحدثنا فيه عن الفرق بين لم ولما، ووضحنا لكم عمل كل واحدةٍ منهما على حدة.

كما وضحنا لكم أوجه التشابه والاختلاف بينهم، وذكرنا لكم بعض الأمثلة التي تعينكم على الفهم والإدراك.

آملين أن ينال مقالنا على إعجابكم، ونشكركم على المتابعة

موضوعات من نفس القسم