أسباب حرص المصريين القدماء على ضبط وتنظيم مياه نهر النيل
أسباب حرص المصريين القدماء على ضبط وتنظيم مياه نهر النيل، أدرك المصريون القدماء أهمية نهر النيل منذ قديم الأزل، فاتجهوا إلى ابتكار عدة طرق الهدف منها هو الاستفادة الكاملة من مياه نهر النيل.
وتنظيم الري وشق القنوات وحفر الترع، لكي يتمكنوا من زراعة أكبر مساحة من الأراضي الزراعية وأرض الوادي.
لذا سيكون موضوع مقالنا اليوم عن أسباب حرص المصريين القدماء على ضبط وتنظيم مياه نهر النيل.
المحتويات
ما معنى كلمة “النيل”؟ وما أصلها؟
نهر النيل كان يدعى قديمًا عند القدماء المصريين باسم” إيتروعا” والذي يعني بالنهر العظيم، حيث تشير الأصول اللغوية إلى أن أصل كلمة النيل يونانية.
ويشير البعض إلى أن أصولها فينيقية والتي اشتقت من الكلمة المقدسة “نهل” بمعنى نهر أو مجرى مائي.
نظر ديودور الصقلي المؤرخ اليوناني إلى ما هو أبعد من ذلك في سبب تسمية نهر النيل بهذا الاسم.
كما أنه سمي بذلك تخليدًا لذكرى ملك.
عمل على حفر الترع وشق القنوات، فأراد المصريون أن يطلقوا اسمهم على نهرهم، واسمه هو “نيلوس” حيث أخذ أول جزء من اسمه وهو “نيل”.
نيلوس اسم مذكر علم، والدليل على ذلك أنه وجد هذا الاسم على عقد بردية مدون من العصر الروماني.
والذي يحتفظ به المتحف المصري إلى الآن.
كما أن هناك رأي آخر لسبب التسمية يرجع للعالم المصري رمضان عبده، وذلك من خلال دراسته العميقة لحضارة مصر القديمة:
أن تسمية نهر النيل أصولها مصرية، فهي مشتقة من كلمة ذات أصل مصري بحت وهي “نا إيترو” وهذه الكلمة تعني (النهر ذو الفرع).
بالإضافة إلى أن المصريين القدماء أطلقوا “حبت إنت إيترو” على مجرى النهر، وأطلقوا “إيترو نوكيمت” على فروع النيل (فروع الأرض السوداء).
شاهد أيضًا: بحث عن نهر النيل ودوره فى قيام الحضارة المصرية القديمة
بداية استكشاف منابع النيل عن طريق المصريين
يوجد بعض الوثائق المصرية التي تشير إلى إنه حدث اتصال ما بين القدماء المصريين وبعض المناطق التي تقع في جنوب مصر.
مما يثير هذا الأمر الشك بأن المصريين كان لديهم علم بإقليم بحر الغزال.
حيث يعد هذا الإقليم أحد روافد نهر النيل في جنوب السودان.
نتيجة لذلك حرص القدماء على الانتشار والتوغل في السودان والنوبة.
والذي بنى عليه ظهور فئة من الرحالة في الأسرة السادسة مستكشفون، أغلبهم من أمراء جنوبي مصر، تحديدًا من أسوان.
كان لجنوب مصر حاكم يدعى “حرخوف” نظم هذا الحاكم أربع حملات استكشافية وبعثهم دول أفريقيا.
وذلك بطلب من الملكين “بيبي الثاني” و “مر إن رع”.
كما حرص حرخوف على تدوين جميع الوقائع التي شوهدت أثناء رحلاته التي قام بها المستكشفون في مقبرته والتي توجد بأسوان.
فيضان النيل وبداية التقويم
لاحظ المصريون القدماء ما يسمى بفيضان النيل، وهو ارتفاع كبير في منسوب المياه المناسبة.
والذي يكون في أوقات معينة من السنة.
لاحظوا أيضًا أن النيل يفيض في موسم الصيف فقط، وهذا الموسم هو أكثر الأوقات التي تحتاج فيه الأراضي الزراعية للارتواء بالمياه.
من هنا اجتمع المصريون على أن يجدوا حل لهذه المشكلة، فاهتدوا لفكرة “التقويم”.
من حينها وضع القدماء في قاموسهم مصطلحًا جديدًا وهو “التقويم النيلي”.
بداية التقويم النيلي هو وقت بداية الفيضان، يتحروا الفيضان عند وصول ارتفاعه إلى نقطة استراتيجية محددة.
يرى بعض العلماء أن هذه المنطقة تتوسط بين مدينتي إنب حج ومدينة أونو.
كما ربطوه أيضًا بظاهره تحت في السماء، وهي ظهور النجم الشعري اليمانية.
أكد ذلك قول نيقولا غريمال العالم الفرنسي وذلك بعد دراسته لتاريخ مصر القديم:
أنه يتم معرفة بداية العام الجديد لدى المصريين عندما يرتفع منسوب مياه نهر النيل (الفيضان).
كما أن الفيضان يوافق حدوثه تمامًا مع ظهور نجم الشعرى اليمانية.
من هنا جاء علم الفلك، حيث أحصى القدماء المصريين عدد الأيام التي بين ظهور نجم الشعرى اليمانية فوجودها ٣٦٥ يومًا.
ثم قاموا بتقسم هذه الأيام إلى اثني عشر شهرًا، ومن ثم إلى ثلاث فصول في السنة.
تم تحديدها بناء على أحوال نهر النيل.
أول فصل يدعى “أخت”، وهو فصل بذر البذور وحدوث الفيضان، والفصل الثاني يدعى “برت”.
وهو فصل النمو، أما الثالث فهو فصل “شمو” هو فصل حصاد الزروع والمحاصيل.
قد يهمك: موضوع تعبير عن نهر النيل الماء سر الحياة
أسباب حرص المصريين القدماء على ضبط وتنظيم مياه نهر النيل
- كان المصري القديم ينظر إلى نهر النيل بعين القداسة، حيث كانوا يستخدمون مياهه العذبة في التطهر لأداء طقوسهم الدينية وتغسيل الموتى.
- كان يستخدم مياه النيل للاغتسال كنوع من التطهير الروحي والبدني.
- حرص المصري القديم على طهارة مياه نهر النيل ونظافتها من كل دنس.
- وأن من يلوث مياه النيل ينل غضب الآلهة في الحياة الآخرة.
- أسباب حرص المصريين القدماء على ضبط وتنظيم مياه نهر النيل هو الاستفادة من هذه المياه المقدسة قدر الإمكان وعدم إهدارها دون فائدة.
- النيل يعود عليهم بالكثير من المنفعة، حيث يشربون ويغتسلون منه، ويروون به أراضيهم الزراعية.
- ويستفيدون من ثروته السمكية بالإضافة إلى الكثير من الفوائد الأخرى.
- آمن القدماء المصريون بالنيل، حيث اعتبروه الضامن الوحيد لحياتهم من القحط والضيق.
- واعتبروا أن الفيضان الذي يهطل عليهم هو سماوي.
ويأتي لهم بالخير، لذا غنوا للنيل وترنموا له بالأناشيد على آلاتهم الموسيقية، تقربًا إليه ورغبًة في إرضاءه وإتيانه لهم كل عام بالخير.
أسطورة عروس النيل
جاءت أسطورة عروس النيل في كتاب لعبد الرحمن بن الحكم يسمى “فتوح مصر والمغرب”، حيث نقل الكثير عنه هذه القصة.
والقصة باختصار أن بعض من المصريين القدامى أتوا إلى عمرو بن العاص وسألوه السماح بأن يأذن لهم بإلقاء فتاة بكر لم يسبق لها الزواج في النيل وتكون من الجميلات.
وتقديمها كقربان لنهر النيل حتى يأتي الفيضان لهم بالخير كعادتهم كل عام.
وإن لم يقدموا هذا القربان فسوف يحل الخراب على البلد ويحدث الجفاف.
فرفض ذلك عمرو بن العاص تمامًا، وقال لهم هذا ليس في دين الإسلام.
وأن الإسلام يهدم كل الجهل الذي قبله.
وعلى كل هذه الأساطير والأقاويل الذي تم تداولها بين الأشخاص لم يكن هناك ما يؤكد أسطورة عروس النيل.
علاوة على ذلك هذا الموضوع تم تلخيصه في عدة آراء تتلخص فيما يلي:
- أنه تم العثور على ثلاث لوحات بردية، يوجد بها وصف المراسم الشعبية والدينية، والتي يحتفل فيها بفيضان النيل.
والتي تشير أيضًا إلى أن الملك يحضر تلك الاحتفالات، حيث يبدأ الاحتفال بذبح عجل أبيض وبط وأوز ودجاج كقرابين.
ومن ثم يلقوها في النيل مع رسالة مكتوبة على ورق البردي تحتوي على أناشيد للنيل تمدحه والاعتراف بفضله.
- تحتفظ بردية تنتمي لعصر رعمسيس الثالث والتي تدعى “هاريس” والتي تم ذكر فيها جميع القرابين التي تقدم من نباتات وفواكه وحيوانات للمعابد.
- والنيل أيضًا بالإضافة إلى التماثيل التي تلقى في النيل مع القرابين، ولم تذكر أبدًا أسطورة عروس النيل.
- زار الكثير من الرحالة الرومانيون واليونانيون مصر.
- حيث كتبوا عن عادات مصر وطقوسها وقرابينها ولم يذكر منهم أحد يخص عروس النيل.
تابع هذا: بحث عن نهر النيل وأهميته
إلى هنا ينتهي هذا المقال الذي تحدثنا فيه عن أسباب حرص المصريين القدماء على ضبط وتنظيم مياه نهر النيل، وتحدثنا عن معنى كلمة النيل وأصلها.
وعن بداية استكشاف منابع النيل عن طريق المصريين، وفيضان النيل وبداية التقويم، وأسطورة عروس النيل، ونتمنى أن ينال المقال على إعجابكم ونشكركم على المتابعة.