علم الوراثة في الإنسان

تختلف الصفات الإنسانية بين كل فرد وأخر فنحن جميعاً لا يوجد بيننا تشابه متطابق من حيث الصفات، فليس جميع البشر يتمتعوا بنفس الملامح من جهة، أو يتمتعوا بنفس القدرات العقلية ولا أيضاً يتمتعوا بالصفات الإنسانية وحتى إن حدث تشابه بين فرد وأخر فمن المستحيل أن يصل إلى حالة التطابق الكامل في الصفات جميعاً سواء الشكل أو الصفات الإنسانية، وفي هذا الأمر قد قام العلماء بالبحث حول السبب وراء ذلك الأمر.

مقدمة عن علم الوراثة في الإنسان

علم الوراثة هو الصفات الإنسانية أو الوراثية التي قد يتم تنقلها، من خلال الآباء إلى الأبناء، فقد نرى أن الوالدين يحملوا مجموعة من الصفات التي قد توجد في كلاً من الأب والأم إلى الأبناء وقد تكون متفاوتة.

فقد نجد مجموعة من الصفات التي قد يتم تنقلها من خلال أحد الأبناء، وقد يتم نقل أخرى من خلال أحد الأبناء التاليين بمعنى أن النسبة والعوامل ليست ثابتة فهي متفاوتة ومختلفة بين الأبناء.

يتم التعرف على الصفات الوراثية هذا الذي قد يتم تنقلها من خلال الحمض النووي، أو DNA الذي يقوم من خلاله بالتعرف على الصفات الوراثية ومدى انتقالها من الآباء إلى الأبناء.

وعلاقة ذلك بالصفات الوراثية وتفاوتها، وقامت العلوم بالبحث وراء ذلك ليتم التوصل إلى علم الوراثة الذي قد يتم من خلالها التعرف على الصفات الوراثية أو الصفات البيئية وغيرها من الأمور، وبالفعل توصل العلم إلى هذا النطاق إلى أن يصل الآن إلى قمة من التطور العلمي، التي كانت غير موجودة في السابق.

شاهد أيضًا: علم الأحياء البشري

الظروف البيئية والعوامل الوراثية

  • لا شك أن الظروف البيئية تمثل دوراً كبيراً في العوامل الوراثية التي قد يتم انتقالها إلى البشر، ولقد أثبت العلوم الفيزيائية والكيمائية دور هذا الأمر، فقد نرى أن لكل دولة من الدول طابع وصفات موجودة، بالنسبة إلى البشر الذين يولدون ويعيشون فيها.
  • على سبيل المثال عندما قد ننظر إلى قارة أفريقيا فنحن قد نجد أنهم يتمتعوا بظروف شكلية مختلفة، مثل البشرة شديدة السمار والشعر المجعد، ونجد أن هذه الصفات هي الصفات العامة الموجودة في شكل البشر عامة.
  • فعندما يكون الأب والأم والأهل يحملوا نفس الشكل الخارجي من الصفات الثابتة فهذا قد يجعل الأبناء ينتقل إليهم نفس الصفات الوراثية، أما عن البيئة، فقد أثبت العلم أن طبيعة المناخ الموجود في قارة أفريقيا هي من تتحكم بوجودهم بهذه الصفات الشكلية الخارجية.
  • أما عندما ننظر إلى بعض من الدول الأوروبية مثل أمريكا أو إسبانيا على سبيل المثال فقد نجد أن لهم صفات وراثية مختلفة مثل تواجدهم على البشرة البيضاء والعيون الزرقاء والشعر الأصفر.
  • وهذه الصفات أيضاً قد أثبت العلم أنهم يتمتعوا بها بسبب العوامل البيئية أو الظروف البيئية التي قد تتحكم في تواجدهم على هذه الصورة.
  • أما بالنسبة إلى الدول العربية مثل مصر أو الأردن، فقد نجد أن البشر الذي يعيشوا بها قد يتمتعوا باللون القمحي والشعر الأسود والعيون البنية، وقد نجد أن الظروف البيئية هي المتحكمة في هذا الأمر.
  • لا يعني ذلك الأمر أنه لا توجد حالات شاذة بل بالطبع موجود، فقد نجد بعض من البشر الذين يعيشون في مصر على سبيل المثال والتي قد يسود لديهم اللون القمحة والعيون البنية والشعر الأسود بعض.
  •  ممن يتمتعوا بالعيون الزرقاء والبشرة البيضاء، فهذا الأمر في المطلق يتحدث عن السائد بالصورة الأكثر بروزاً ولكن لكل قاعدة شواذ، وبالفعل هذا الأمر موجود حولنا جميعاً ونعرف.

اخترنا لك : بحث عن علم الأحياء وأهميتها

تاريخ علم الوراثة وتطوره

لا يعد علم الوراثة من العلوم التي ظهرت حديثا بل إنه قد يعود إلى عصور قديمة، منذ عصر الإغريق الذي قد تعرفوا على علم الوراثة وتواجده بالفعل في المحاصيل الزراعية والنباتية.

فنحن عندما نتحدث على علم الوراثة لا نتحدث عن الإنسان فقط، بل أننا قد نتحدث على الكائنات الحية بوجه عام من حيوانات ونباتات وبشر، فكلًا من هذه الأنواع المختلفة، هي نتاج لأنواع كانت سابقة عليها تنتمي إلى نفس الفصيلة.

فقد نجد أن الألواح البابلية التي تم التعرف عليها من 6000 عاماً، تعد شجرة العائلة لبعض الخيول، كما أننا قد نجد بعض الصفات التي يمكن توارثها وتظهر من خلال المنحوتات القديمة التهجين، وتعتبر من أشهرها أشجار النخيل.

رأي علماء الفلسفة حول علم الوراثة

  • ولقد ذهب أبقراط بالقول عن الصفات الوراثية التي قد يتم تنقلها من الوالدين إلى الطفل أنها هي البذور، التي قد توجد عند الأب، وتلك البذور قد يتم إنتاجها.
  • عندما يحدث الجماع بين الزوج والزوجة وفي هذه العملية يتم وضع هذه البذور داخل رحم الأم، ومن خلال وضعها في الرحم ينتج الطفل.
  • قد نرى أن أبقراط قد شبه عملية الوراثة أو الحمل بمثابة العملية التي تحدث لدى النباتات، فتلك البذور هي ما يتم زرعها في مكان تحت الأرض لتكون بمثابة البيت الذي يتم من خلاله عملية النمو، عن طريق تعرضه للعوامل التي تساعد في إنتاجه وظهوره.
  • فعندما تحدث عن رحم كان هذا الأمر بمثابة التربة التي ستقوم بداخلها عملية الزراعة لدى الطفل، ولا يمكن إنكار أن هذا الأمر بالطبع صحيحاً.
  • وأن الرحم هو البيئة التي قد ينمو بداخلها الطفل، والتي تبدأ من خلال السائل المنوي وهذا الأمر قد تم ذكره من خلال القرآن الكريم.
  • نجد أن سقراط قد وجد من نقل الصفات الوراثية إلى الطفل صورة مختلفة، حيث قال إن الطفل ينتقل إليه الصفات الأبوية من خلال الدم المنقى، حيث قال عن السائل المنوي أنه دم منقى.
  • ولكنه يبدو بلون مختلف عن اللون الطبيعي للدم وهذا الدم المنقى قد يتشابه مع الدم المتكون من الحيض عند المرأة، ومع اتحاد كلًا منهما، فإن الطفل يتم تكوينه حاملاً لكلاً من الصفات الأبوية.

تجارب العالم مندل

  • لقد كان العالم مندل أحد العلماء الذين قدموا العديد من التجارب والأبحاث حول الصفات الوراثية، حيث أنه من خلال تجاربه قام بها على الفئران ونحل العسل.
  • لكن بالرغم من أن بصورة عامة نحن قد نرى أن كلًا من الفئران هي حقل التجارب قام العالم مندل بالاعتماد هذه المرة على نبات البازلاء.
  • حيث أنه قام بالتعرف على طوله ولون الزهرة والحبات حيث درس هنا السبع صفات وراثية لكل منهما على حدا، ولكي يقوم بذلك تأكد من نقاء الصفة الوراثية أي الصفة النقية التي تحمل صفات التلقيح، لكي يحصل من خلاله على إنتاج أنواع جديدة.

اخترنا لك : بحث عن علم النفس العام

خاتمة عن علم الوراثة في الإنسان

بعد قيامه بعدد من التجارب المختلفة استطاع العالم مندل أن يتوصل إلى أنه الذي يتحكم في ظهور الصفات الوراثية زوج من العوامل التي يمكن أن تورث أي تنقل من الآباء إلى الأبناء والمقصود هنا هي الجينات التي لم يكن متعارف عليها في هذا العصر، ويمكن لأحد العوامل أن يخفي العمل الأخر، ويسمى العامل الظاهر هو العامل السائد والغير ظاهر هو العامل المتنحي، وتورث أزواج العوامل التي تتحكم بظهور صفة وراثية بصورة مستقلة عن العوامل، التي تتحكم بظهور صفات وراثية أخرى.

موضوعات من نفس القسم