أهمية الحياء في الإسلام

في الصحيحين – واللفظ لمسلم – عن أبي هريرة أن رسول الله قال: «الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ».

والحياء في الإسلام أي أن تستحي أن يراك الآخرين على ما تكره، وتلك مرتبة، أما الحياء الأكبر فهو الحياء من الله، لذلك في مقالنا هذا على malzmty.com سنتناول أهمية الحياء في الإسلام.

أهمية الحياء في الإسلام

  • الحياء شعبة من شعب الإيمان، وعن أَبي واقِدٍ الحارِثِ بن عَوْفٍ:
  • (أَنَّ رسُولِ اللَّهِ ﷺ بيْنَما هو جَالِسٌ في المسْجِدِ، والنَّاسُ معهُ، إِذ أَقْبلَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ، فأَقْبَل اثْنَانِ إِلى رسولِ اللَّهِ ﷺ.
  • وذَهَب واحدٌ، فَوقَفَا عَلَى رسولِ اللَّهِ ﷺ. فَأَمَّا أَحدُهُما فرأَى فُرْجَةً في الحلْقَةِ، فجَلَسَ فِيهَا، وأَمَّا الآخَرُ فَجَلَس خَلْفَهُمْ.
  • وأَمَّا الثالثُ فَأَدبر ذاهِبًا فَلمَّا فَرَغَ رسُول اللَّهِ ﷺ قَالَ:
  • أَلا أُخبِرُكم عَنِ النَّفَرِ الثَّلاثَةِ، أَمَّا أَحدُهم، فَأَوى إِلى اللَّهِ فآواه اللَّه، وأَمَّا الآخرُ فَاسْتَحْيي فَاسْتَحْيَى اللَّهُ مِنْهُ.
  • وَأَمَّا الآخرُ فأَعْرضَ فأَعْرض اللَّهُ عنْهُ) متفقٌ عَلَيْهِ.
  • فالأول انضم إليهم راجياً القربة إلى الله ولرسوله، والثاني استحى من الله.
  • فلما رأى المزاحمة استحى أن يتخطى أعناق الرجال، فجلس خلفهم فاستحى الله منه فقبل.
  • أما الثالث فقد أعرض عن الله، فأعرض الله عنه.

للتعرف على المزيد: قصص عن الحياء في الإسلام

الحياء فضيلة

  • فالحياء في الإسلام من أعظم الفضائل، فقد حثنا ديننا الحنيف على التحلي بالأخلاق الحميدة.
  • فبالحياء تشيع الفضيلة والاستقامة في المجتمعات.
  • كذلك فالحياء يأمر أصحابه بترك كل قبيح قولاً وفعلاً، والبعد عن كل رذيلة.
  • وهذا الحياء هو الذي يحول بين العبد وبين إتيان المنكرات، والوقوع في الأخطاء، والخطايا التي نهى الله عنها ورسوله.
  • وقال ابن عباس:

(أن رسول الله صلى عليه وسلم كان أشد الناس حياءً، فقد كان أشد حياءً من العذراء في خضرها).

  • ونحن نتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم، ونتأسى بحيائه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(خمس سنن للمرسلين، وهم الحياء، والحلم، والحجامة، والتعطر، والنكاح).

  • كذلك فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(أن لكل دين خلقاً وخلق الإسلام الحياء).

  • أيضاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(إن الحياء من الدين)، فالحياء هو خلق يحبه الله ورسوله.

  • فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(إن الله حيي ستير يحب الستر)، وكذلك قال:(الحياء لا يأتي إلا بخير)

  • فقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحياء مع الله، ومع بعضنا البعض، ومع الآخرين، فبالحياء ينتشر السلام والفضيلة.
  • حيث أن الحياء إذا انتشر في قوم أنزل الله عليهم البركة، فتجد البركة في أولادهم، والبركة في رزقهم، وفي صحتهم.
  • وليس ذلك فحسب بل تجد انحصار الرذيلة فيهم، وانتشار الأخلاق، والإيمان، والخوف من الله.
  • فتجد الشخص يخاف النظر إلى ما حرمه الله، فلا ينظر إلى العورات، ويغض بصره، فيخشى الله ورسوله.

أنواع الحياء

الحياء من الله

  • حينما يمتلئ العبد بالاعتقاد بل واليقين أن عين الله لا تفارقه أبداً منذ لحظة ولادته حتى موته.
  • وأن الله يلازمه، وأقرب إليه من وريده، فيراقبه الله في كل لحظة إناء الليل وأطراف النهار.
  • حينها يعتريه الحياء من الملك سبحانه وتعالي.
  • فالمؤمن الذي يعتقد ويعيش حياته وهو متيقناً أن عين الله تراقبه دائماً.
  • فإنه سيجد في نفسه حياءً من أن يقع بصر الله عليه، وهو على الذنب.
  • وإذا استمر الإنسان على هذا الاعتقاد سيجد نفسه يسعى إلى إرضاء الله، والبعد عن المعصية.
  • وحتى وإن ضعف، وأنساه الشيطان أن عين الله تراقبه، يجد أن حياؤه سيغلبه فيعود فاراً إلى الله يملأه الحياء والخجل.
  • من إغضاب ربه وعصيانه، فالحياء من الله هو أساس البعد عن المعاصي.
  • خوفاً من عقاب الله ونار جهنم، أما الإقلاع عن الذنوب، والبعد عما يغضب الله حياءً من الله.
  • فإن ذلك يكون درجة أعظم عند لله للعبد من البعد عن الذنوب خوفاً من النار، وحباً في الجنة.
  • فحياء العبد من ربه هو من متمات الإيمان.

اخترنا لك أيضا: أهمية الحياء في حياة الفرد والمجتمع

حياء الله من العبد

  • ذكرنا في الحديث السابق أن الرجل الثاني من النفر الثلاثة الذين تحدث عنهم رسول الله قد استحى من الله فاستحى الله منه.
  • فيا الله! إن الله يستحي من عباده إذا فروا إليه أن يردهم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن ربك حييُّ كريم، يستحي أن يبسط العبد يديه إليه فيردَّهما صفرًا».

  • فإن الله يستحي من عبده إذا سجد بين يديه سبحانه وتعالى أن يرفع جبينه من سجوده، ولم يعطه سؤاله.
  • وليس ذلك فحسب فالكريم سبحانه وتعالى يستحي من التائب إذا تاب أن يرد توبته.
  • بل إن الله يستحي من المتصدق إذا تصدق ابتغاء مرضاة الله، وتثبيتاً من أنفسهم أن يرد عليه صدقته.
  • فإن الله حيي يحب عبده الحيي، فإذا كان هذا نجده من ربنا فكيف بحالنا نحن؟

الحياء من الملائكة

  • إن الله قد جعل لنا ملائكة تلازمنا لا تفارقنا أبداً، وإن الملائكة لتتأذى بما يتأذى به بنو الإنسان.
  • فإن الإنسان الحيي لا يحب أن يرى الفسق، والفجور، والمعاصي، ومكاره الأخلاق والفساد بكل أنواعه.
  • فإن كنا نحن البشر نتأذى من هذا، فإن الملائكة أيضاً تتأذى منهم.
  • أيضاً إن كنا نحن نتأذى من الروائح الكريهة، والمناظر والأفعال الخبيثة؛ فإن ذلك بالمثل الملائكة.
  • فإن الملائكة تكره ما نكره، فإن فطرتنا هي الفطرة النورانية الربانية، وهي ما جبلت عليه الفطرة السليمة.
  • وهذا ما جبلت عليه الملائكة أيضاً، فإننا كلنا نعلم ونوقن أن معنا ملكان صفتهما الرقيب والعتيد يكتبان الحسنات والسيئات.
  • وهم يكرهون ويتأذون من كل فعل لا يتسم بالحياء، وكل قول خبيث.

الحياء المحمود

  • وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم ضابطاً للحياء فقال:
    • (الحياء هو ما كرهت أن يراه الناس فلا تفعله إذا خلوت).
  • وعن حذيفة ابن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    • (لا خير فيمن لا يستحي من الناس).
  • فالحياء المحمود هو أن تستحي من الله أولاً ثم من ملائكته، ثم من عباده، فتستحي أن يروك على ما تكره أن تُرى عليه.
  • وأن تستحي من نفسك إذا خلوت بها أن تفعل ما يكرهه الله أن يراك عليه.

الحياء المذموم

  • وكما أن هناك حياء محمود فهناك كذلك حياء مذموم.
  • وفي الحقيقة هو حياء مكروه وجوده في الأوقات التي يكون فيها الإنسان مُطالب أن يتخذ موقفاً بقوة وجرأة.
  • كان يطالب فيها بحقوق نفسه، أو بحقوق إخوانه، فالوقوف بجانب المظلوم هو من الواجبات.
  • أو أن يقول قولة حق، وألا يخشى لومة لائم.
  • فإن استحييت أن تقف في هذا فإن هذا ليس بحياء بل إنه يسمى إحجامًا عن الحق.
  • فقد قال الله تعالى:
    • ﴿ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النحل:93].

نرشح لك أيضا: حوار بين شخصين عن الحياء

وفي ختام مقالنا عن أهمية الحياء في الإسلام، نرجو أن نكون قد أفدناكم، ونتمنى منكم مشاركة المقال على وسائل التواصل الاجتماعي.

موضوعات من نفس القسم