علم الطبيعة في الفلسفة

تعتبر الطبيعة هي أحد المظاهر الموجودة في حياتنا والتي قد نعرفها من خلال الموجودات التي توجد حولنا في كل مكان، فقد نجد العديد من الأشياء التي منذ أن وجد الإنسان في الطبيعة وهو يراها بصورة طبيعة جميلة منها الأشجار ومنها المحيطات ومنها الأنهار ومنها الجبال.

مقدمة عن علم الطبيعة في الفلسفة

تعتبر الطبيعة هي الأشياء التي لا دخل للإنسان فيها، فعندما نرى السماء مرفوعة بهذا الشكل والجبال راسخة في الأرض بكل القوة برغم من ارتفاعها لا تنهار، فهذه الأمور جميعاً من فعل الطبيعة ولا دخل للإنسان فيها.

أما عندما ننظر إلى برج أو معبد أو مسجد أو مدينة معينة أو طرق، أو نباتات صناعية فكل هذه الأمور، وغيرها تدخل تحت بند الصناعي وهي التي يتدخل الإنسان بها ويقوم بصناعتها.

لكي توجد بهذا الشكل وقد نرى أن الإنسان على مر العصور استطاع أن يستفيد من الطبيعة، ليقوم من خلالها بتقديم صناعات بفعل الإنسان.

على سبيل المثال عندما ننظر إلى الشمس فنحن قد نرى الأشعة التي تخرج من هذه الشمس، فقد رأى الإنسان على مر العصور أن الشمس هي المصدر الرئيسي في الكون، ومن ثم كان يقوم بالاعتماد على النار،  لكي يستمد منه النور أو الضوء في فترات الليل.

أما مع تطور العصور فنحن قد وجدنا أن الإنسان استطاع أن يقوم بالاستفادة من كم هذا الضوء الذي يخرج من الشمس عن طريق تخزينه، وتحويله إلى مصدر من مصادر الطاقة الضوئية عن طريق الطرق والتجارب التي قام بها.

هنا لا يمكننا أن نطلق على هذا الضوء أو هذا المصدر بأنه من بين الطبيعة، بل أنه يعد أمرًا صناعيًا لأن الإنسان قام بالتدخل فيه.

إن الموجودات هي من فعل الطبيعة النباتات التي تنمو على الأرض هي من فعل الطبيعة، البحار التي تمتلئ بالماء هي من فعل الطبيعة كذلك الكائنات الحية التي تعيش وتتأقلم في تواجدها داخل الماء.

فهي من فعل الطبيعة، كل هذه الأمور، وغيرها وكذلك الكائنات الحية أيضاً الموجودة في كل بيئة بصورة مختلفة عن الأخرى، فهي من فعل الطبيعة، ونحن قد وجدناها على هذا الشكل.

شاهد أيضًا: ملخص الفلسفة والمنطق للثانوية العامة

علم الطبيعة في الفلسفة

تعتبر الفلسفة واحدة من بين العلوم التي تقوم بدراسة الموجودات والأشياء في الطبيعة من خلال التعرف على ماهيتها الأولية التي قد وجدت عليها، فنحن في علم الفلسفة.

قد نرى أن الفلسفة من العلوم التي لم تأخذ الأشياء كما هي موجودة وتقوم بالإيمان بها، بل أنها تقوم بتجريدها إلى صورتها الأولية ومن ثم التعرف عليها وعلى سبب وجودها، وعلى العوامل التي جعلتها تظهر بهذه الصورة.

في حين أن يكون هذا الأمر يتعلق بظاهرة، فهي أيضاً تقوم بدراسة تلك الظاهرة دراسة مجردة من خلال التحليل والتعرف على الأسباب والنتائج، ومن ثم قد تقوم بتقديم الحل إلى هذه الظاهرة.

كل الظواهر الطبيعية الموجودة في الكون تعد من بين عوامل البحث الموجودة في الفلسفة الطبيعية.

الفلسفة الطبيعة

  • يوجد العديد من أقسام الفلسفة المختلفة فنحن قد نرى وجود الفلسفة الفيزيائية والفلسفة الاجتماعية وغيرها من مجالات الفلسفة المختلفة، تعتبر الفلسفة الطبيعة هي المجال الأول والنطاق الأول في الانفتاح،  نحو أقسام الفلسفات الأخرى وهذا يبدأ من القرن الرابع عشر والخامس عشر.

الطبيعة الإنسانية في الفلسفة

  • لم تقوم الفلسفة الطبيعية على دراسة الظواهر الطبيعية فقط الموجودة حولنا، بل أنها أيضاً قامت بدراسة الإنسان وفقاً لأن الإنسان يعد من أحد عناصر الموجودات في الطبيعة، فالإنسان رمز من رموز الطبيعة، فلا يمكن لأي شخص أن يقوم بصناعة إنسان طبيعي له روح وعقل أي إنسان بشري.
  • ليس المقصود من ذلك أن نقول إنه يوجد الروبوتات فهذا الجسم بالنهاية هو آلة صناعية مبرمجة على مجموعة من المعلومات التي قد يتم تخزينها من خلال الهارد، فقامت الفلسفة الطبيعية بدراسة الإنسان باعتباره ظاهرة كونية.
  • لقد قامت الفلسفة الطبيعة بدراسة فطرة الإنسان بحيث أن الإنسان تقوم على الفطرة التي قد خلقها الله والتي تعتبر فطرة خير.
  • فالإنسان بطبعه يخلق على الطبيعة الخيرة التي قد يخلقه الله بها،  فالله عندما يخلق الطفل فهو لا يوجد بداخله سوى الطبيعة الخيرة التي قد أوجده الله بها.

تابع أيضًا: مقالة جدلية حول الفلسفة الحديثة والمعاصرة

الإنسان مخير أم مسير

  • فقد أثبت علم الفلسفة وناقش قضية الإنسان مخير أو مجبر، حيث اختلفت الآراء حول هذا الموضوع، حيث قال البعض بأن الإنسان مخير وقال البعض الأخر أن الإنسان مجبر وذهب كل فريق من هؤلاء، ليقدم الشرح بالأدلة والبراهين التي قد تثبت صحة كلامه.
  • فقال البعض بأن ما يقوم به الإنسان من فعل فهو بالأساس قد كتبه الله وهو فقط ما يقوم بتنفيذ ما كتبه الله له، وهذا يعني أن الإنسان مجبر إلا أن الفريق الأخر قد هاجم ذلك الرأي، وقد قدم رأياً مختلفاً تماماً.
  • حيث قال أصحاب الرأي الآخر بأن الله عز وجل عندما خلق الإنسان خلقه بالطبيعة الفطرية الخيرة وهي الطبيعة التي قد يوجد عليها الأطفال، وأن ما يقوم به الطفل بعد ذلك من سلوك مخالف للطبيعة الفطرية الخيرة.
  • فهي تكون نتيجة للتربية المختلفة بين طفل وأخر، والتي قد نجد بناء عليها أنه قد يمكننا من خلال ذلك أن نقول إن التربية هي من تتدخل مع الفطرة الخيرة لوجود فطرة أخرى شرسة، وهي ما تولد بداخل الإنسان الخير أو الشر الذي قد يختلف بين شخص وآخر.
  • فذهب أصحاب ذلك الرأي بالقول إن الله عز وجل عندما خلق الإنسان قد خلق له العقل الذي، قد يميز من خلاله بين الخير والشر وما يجب فعله وما لا عليه ألا يقوم بفعله، وبناء على ذلك وضع الله الثواب والعقاب، لأن جميعنا نعلم ما هو الصح وما هو الخطأ وما يجب فعله وما لا يجب فعله.
  • بالتالي من خلال ذلك أثبتت الفلسفة الطبيعية أن الإنسان في هذا الكون يولد بالطبيعة الفطرية الخيرة، وأن التربية هي التي تتحكم من بعد ذلك وفقاً مع تصرفات العقل الذي يختلف بين فرد وأخر، وما يمكننا أن نقوم به وما لا يجب علينا أن نفعله.

جان جاك روسو أحد فلاسفة الطبيعة

يعد جان من بين أحد الفلاسفة الذين قد قدموا شروح إلى الفلسفة الطبيعية وعلم الطبيعة، حيث قال بأن الإنسان في هذا الكون يحاوطه العديد من الجوانب الطبيعية التي عليه أن يتعرف عليه من تلقاء نفسه، وأن الطبيعة فوق كل شيء.

كما أنه قد أخبرنا بأن الكتب التي قد نقوم بالاطلاع عليها وقرأتها لنتعرف من خلالها على الطبيعة، فهي ليست كافية فالإنسان لابد أن يسافر ويذهب بنفسه إلى كل مكان، لكي يقوم بالتعرف على الطبيعة ويقوم من خلالها بتوسيع المدارك والأفق لديه.

اقرأ أيضًا: الفلسفة اليونانية القديمة

خاتمة عن علم الطبيعة في الفلسفة

لقد تناولت الفلسفة العديد من الجوانب التي تقع تحت إطار البحث في علم الطبيعة، التي قد يمكننا أن نقوم بالاستفادة منه كما أنها استطاعت أن تجيب على عديد من الأسئلة الوجودية، التي قد تدور داخل أذهاننا.

موضوعات من نفس القسم