مفهوم الشخص والهوية في الفلسفة
مفهوم الشخص والهوية في الفلسفة، نقدم لكم اليوم على موقع ملزمتي موضوع عن مفهوم الشخص والهوية في الفلسفة، وسوف نعرض في هذا الموضوع نبذه عن الفلسفة، وتعريف الشخص في الفلسفة، ومفهوم الشخص عند العديد من الفلاسفة.
المحتويات
مفهوم الشخص والهوية في الفلسفة
يعتبر الشخص هو محور اهتمام العلماء من مختلف العلوم الإنسانية، ولكن كل علم من العلوم يتناول مفهوم الشخص من وجهة نظر هذا العلم، حيث ترى الفلسفة الشخص من وجهة نظر فلسفية.
حيث تحكم الفلسفة بشكل منطقي أكبر على، وكذلك تعتمد على التأمل، بينما يرى علم النفس مثلاً الإنسان من الداخل، حيث يقوم بدراسة مشاعره وأحاسيسه وتأثيره على سلوكياته.
شاهد أيضًا: ما علاقة الفلسفة بعلم النفس
نبذه عن الفلسفة
الفلسفة تعني (بالإنجليزيّة: Philosophy) ذات منشأ يونانيّ؛ فهي في الأصل مُشتقّة من كلمة يونانيّة تتكوّن من مُفردتين؛ (فيلين) وتعني الحبّ أو الرّغبة، بينما تعني الكلمة الثانية (صوفيان) الحكمة، وبهذا فإنّ الكلمتين مُجتمعتين تعنيان حُبّ الحكمة.
إلّا أنّ هذا التعريف لا يفي كلمة الفلسفة حقّها، لذا عُرِّفت الفلسفة بأنّها البحث عن عِلَل الأمور؛ بغرض الكشف عن المعاني والأسباب الكامنة والعميقة لها.
لهذا فهي تبحث عن أسباب ودوافع حدوث الظواهر والإحداث، وتعتمد الفلسفة على المنطق في الحكم على الأشخاص، من منطلق الشمولية، وكذلك يعتمد على التأمل والتعمق في الأشياء والأشخاص.
علاقة الشخص بالفلسفة
اهتمت كافة العلوم الإنسانية بالإنسان وخاصة علم الفلسفة، حيث اهتم الفلاسفة والمفكرين بالإنسان، ومفهوم الشخص في الفلسفة يعني الكينونة المستقلة بكامل إرادته، واحتفلت الفلسفة في تعريف الإنسان في اللغة العربية حيث تعني الإنسان بطول الإنسان وظهور الإنسان أي جسم الإنسان ككل.
واهتمت الفلسفة بالجانب المعنوي للإنسان بعيداً عن الجانب المادي للإنسان.
حيث يشمل مفهوم الإنسان على: الروحي والمعنوي للإنسان.
وقد اختلف تعريف الشخص من حيث المفهوم الفلسفي.
حيث أطلق على الإنسان مفهوم الفكر والنفس والشعور وغيرها من المسميات.
مفهوم الشخص من وجهة نظر الفلاسفة
قد تناول العديد من الفلاسفة لمفهوم الشخص، حيث لكل فيلسوف ومفكر رؤيته الذاتية، ومن هؤلاء الفلاسفة ما يلي:
ديكارت
المفكر والفيلسوف ديكارت عرف بنظرته العقلانية.
وكان ديكارت لا يعترف بالنظرية التجريبية، حيث رأى الفيلسوف إن الإنسان هو العقل والفكر.
وقال أنا أفكر إذًا أنا موجود، حيث إن التفكير هي الحقيقة الأساسية التي لا يمكن نكرانها، والتفكير لا يمكننا التشكيك فيه ابدآ.
حيث وجد إن الشك في حد ذاته دليل على التفكير ودليل على وجود الإنسان وأعمال العقل.
لذا فإن التفكير هو السبيل لوصول الإنسان إلى ما يريد، واتسم ديكا رد عقلاني جداً.
وقدم كذلك الشك المنهجي، حيث اتخذ الشك منهج للوصول لهوية الشخص والتعرف عليه.
ولم يكتف ديكا رد بالشك فقط كوسيلة للفكر الإنساني، ولكن كذلك اعتمد على التخيل.
والفهم والإحساس والإرادة وغيرها، وكانت مقولته المعروفة حتى الآن “إنا أفكر إذا إنا موجود”.
شاهد أيضًا: اقوال وحكم مأثورة للحكماء والفلاسفة عن الحياة
جون لوكا
يقول جون لوكا إن الإنسان كائن مفكر وذكي وهو في هذه النقطة متفق مع الفيلسوف والمفكر ديكارت.
وأكد لوكا إن الإنسان لديه المقدرة على الاستدلال والتفكير، وكذلك رأى الفيلسوف ديكا رد إن الإنسان لا يتغير بل يبقى كما هو.
فالإنسان يسمع دون إن يفكر في ذلك لكنه مدرك لأنه يسمع، وكان لوكا يمتاز بالنزعة التجريبية.
وهذا ما يجعله يختلف عن ديكا رد، حيث لا يمكن الحكم على الإنسان دون الاقتران بالفكر والشعور.
بينما ركز ديكا رد على لتفكير دون اقترانه بأي شيء في مختلف الأزمنة.
حيث إن الفكر موزع بيم كل الناس بالتساوي، لكن يختلف كل إنسان عن الأخر في استخدام هذا الفكر.
لاش ولي
يقول لاش ولي إن أساس أي إنسان هو الهوية والهوية تعني الحفاظ على الطباع.
وكذلك الهوية هي ربط الإنسان الماضي بالحاضر من خلال الذاكرة، ولهذا يرى لاش ولي إن المحدد الأساسي للإنسان هو الهوية.
لأنها تربط الزمان الماضي والحاضر، مع وجود وأعمال العامل النفسي أو المزاج.
فالإنسان هو عبارة عن ذاكرة وأيضا عوامل نفسية مرتبطة بهذه الذاكرة.
وتساعد الذاكرة في تنمية ما يسمى الأنا أو هوية الأنا، حيث تستجيب هذه الهوية إلى ردود الأفعال والمواقف النفسية والمختلفة.
كانت
رأى كانت إن الأخلاق والعقل هما أساس الإنسان، وأساس كرامته وكذلك قيمته.
فالإنسان عبارة عن عقل ولكن يحكمه القيم والمثل والأخلاق، فإن كل القيم الإنسانية تستمد عملها من العقل، ولهذا فإن أي شخص يسيطر عليه الأخلاق والمبادئ.
حيث يتكون الإنسان من العقل والأخلاق وقد عرفت الأخلاق بالفضيلة.
وقد انطلقت هذه الآراء لتعريف الشخص بأنه عبارة عن إبراز قدراته من خلال أخلاقه.
شوبنهور
المفكر والفيلسوف شوبنهور رأى إن الإنسان عبارة عن إرادة وهي التي تميز هوية الأشخاص، وهوية الإنسان هي أساسها الوعي والذاكرة.
واعتبر هوية الإنسان الأساسية هي الإرادة وهي عنصر غير قابل للتغيير، وهوية الإنسان تحددها بنية مادية وصورة جسمية وشعورية.
حيث تعتبر كل هذه الأشياء متغيرات وليس بها ثوابت، ورأى كذلك إن الإرادة تفوق العقل في أهميتها.
شاهد أيضًا: الذكاء ومقاييسه في علم النفس
ابن سينا
ركز ابن سينا على مفهوم النفس في تعريف هوية الإنسان، والنفس هنا المقصود بها الجانب الروحي التي تلازم الإنسان على مدى عمره، من ولادته وحتى وفاته.
وقال ابن سينا إن التذكر هو أساس الشعور، حيث ترتبط ذاكرة الإنسان بالشعور والأحاسيس المخزنة في العقل، وتمثل الخبرات السابقة للإنسان.