من هم أولو العزم من الرسل ؟

لقد أرسل الله عز وجل العديد من الأنبياء والرسل لكي يكونوا بمثابة هداية للقوم والبشر، فالله عز وجل خلق الإنسان في هذا الكون لعبادة الله الواحد الأحد الذي لا شريك له، وحثه على أن يفعل في هذه الدنيا الأشياء التي يخاف بها الله عز وجل، ويبتعد عن المعاصي والذنوب وخلق للإنسان العقل الذي ميزه من خلاله عن سائر المخلوقات والكائنات الحية جميعاً.

مقدمة عن من هم أولو العزم من الرسل؟

الله عز وجل جعل الدنيا بمثابة الاختبار الذي يكون فيه البشر يقوموا بتدوين أعمالهم، وكلاً منا مختلف في عمله عن الأخر وهذا العمل هو السبب في الثواب والعقاب، وعندما خلق الله البشر لم يخلق بداخلهم الدين الذي يهديهم، لذلك أو العلم بل أهداهم العقل الذي يدلهم على الفعل.

لذلك نجد أن الرسل هم الأنبياء الذين حملوا الدعوة، والله أرسل العديد من الأنبياء كل منهم في أقوام مختلفة، وهناك أقوام أخرى أرسل الله لهم أكثر من رسول واحد فيهم، لكي يهدوا القوم ويرشدهم إلى عبادة الله الواحد الأحد.

فالله عز وجل كان قادراً على أن يفعل هذا ويجعل الجميع موحدين بالله، ولكن لماذا الجنة والنار ولماذا الثواب والعقاب فنحن في هذه الدنيا نختلف.

من حيث الدرجات والأعمال، ولا يفضل الله عبداً عن أخر إلا بعمله فالعلم والمال لا يجعل أحدهم عند الله ذات مرتبة أعلى من فقير.

شاهد أيضًا: بحث عن أسماء الرسل والانبياء مكتوبة

 أولو العزم من الرسل

هناك عدد من الرسل أطلق الله عليهم أولو العزم نظراً لما تحملوا من أذى وعذاب وبغض من القوم الذين أرسلهم الله فيهم، والله فضل الأنبياء بعضهم على بعض، وقال عن هؤلاء أنهم أولوا العزم وتحدث عنهم من خلال القرآن الكريم، وعن منزلتهم في الجنة نظراً لما صبروا.

ونجد أن القرآن الكريم قد تحدث عنهم من خلال الآيات الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات} صدق الله العظيم.

المعنى الاصطلاحي لأولي العزم

العزم تأتي في اللغة العربية بمعنى اصطلاحي: القدرة والرغبة والهدف في تحقيق أمر معين حيث نقول إن الشخص هذا صاحب عزيمة قوية أي صاحب إرادة قوية.

وقد يكون هذا الشخص بسبب عزيمته التي بداخله رمزاً للقوة في أنه قد يتجاوز الأمور الصعبة في حياته بكل عزيمة وإرادة.

من هم أولي العزم من الرسل

عندما تحدث الله عز وجل عن أولي العزم من الرسل لم يتحدث عن جميع الأنبياء والرسل، بل تحدث عن بعض من الرسل وهم أولي العزيمة الذين صبروا وتحملوا فوق طاقة البشر تحمله وما واجهوا من عناء في مشقة الدعوة، فكان هناك العديد من القوم الكافرين الذين دائماً ما خططوا، لقتل الأنبياء والرسل.

بل وهناك العديد من المشركين الذين قتلوا أنبياء ورسل وأعد الله لهم عذاب عظيم، وهؤلاء أولى العزم من الرسل لم يتركوا العناء أو الهزيمة التي واجهوها.

بل أنهم بالفعل قاموا بالتحمل للغاية والهدف في نشر دين التوحيد، والإقلاع عن العبادات التي لا تجدي نفعاً والتي لا يوجد لها فائدة ولم يقلعوا أو ييأسوا ويطلبون من الله عفوهم مما كلفهم به.

لذلك قال العلماء عن الأنبياء أنهم أولي العزم والقوة والإرادة والصبر لما وجدوا في حياتهم من مشقة وعناء.

عدد الرسل من أول العزم

لقد قال العلماء أن أولى العزم من الرسل هم خمسة وهم الذين ذكروا من خلال القرآن الكريم وهم محمد صلى الله عليه وسلم وموسى ونوح وإبراهيم وعيسى ابن مريم عليه السلام، هؤلاء ما قال بهم وذكرهم القرآن الكريم ولك العلماء لم يستقروا حول من هم أعلى منزلة من حيث الترتيب.

جميعاً نعلم أن الله كرم محمد صلى الله عليه وسلم وجعله في منزلة أعلى مرتبة أعلى شأناً من الآخرين.

تابع أيضًا: ترتيب الأنبياء والرسل في السموات السبع

محمد صلى الله عليه وسلم

هو خاتم الأنبياء والرسل قال الله أنه خير الأنام وأعلى الرسل منزلة ومرتبة بين الأخرين حتى أن الله عز وجل قسم يوم القيامة بينه وبين رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ليعلي من شأنه ويكرمه على ما قام به من تحمل للدعوة.

فقد تحمل رسول الله أذى الكفار الدائم والمستمر لهم منذ أن قام بنشر الدعوة حتى أن الأذى لحق بأهله، عندما قطع قريش التعامل معهم سواء بالزواج أو التجارة، ليصل بهم الحال إلى أن أكلوا من أوراق الشجر كل هذه الأمور لم تيأس من رسول الله، بل أنه ظل صامد أمام مكائد الكفار وشركهم.

إبراهيم رضي الله عنه

ذكر الله أيضاً نبيه إبراهيم من بين أولي العزم لم وجد في دعوته من رفض وأذى ممن كانوا يقوموا بعبادة الأصنام وكان من بينهم أبيه الذي هدده بأن يقوم برجمه إن لم يكف عن نشر الدعوة لعبادة الله الواحد الأحد.

كل هذه الأمور لم تجعله يتراجع إلى أن قام بأحد الأيام بهدم جميع الأصنام، وتكسيرها ووضع الفأس فوق رأس الصنم الأكبر لهم الذي يقولوا عنه إله.

وعندما سألوه من فعل ذلك قال سألوا الإله الخاص بكم فغضبوا، لأنه استهزأ بهم وقاموا بتجهيز حفرة من النار وقاموا بحرقه، إلا أن الله أمر النار أن تكون بارداً وسلاماً على إبراهيم ونجا بأمر الله تعالى.

عيسى ابن مريم عليه السلام

لقد ولد عيسى بن مريم بدون أب وأمه هي مريم التي اصطفاها الله وطهرها عن سائر نساء العالمين وكان مولده معجزة، حيث جعله الله يتحدث في المهد وأتى به من العلم من عند الله،  فكان يقوم بتشكيل الطير من الطين وينفخ فيه، فتأتي له الروح بأمر من الله تعالى.

كان عيسى ابن مريم يشفي الأبرص ويحدثهم عن الطعام الذي في بيوتهم وعن، ما سيحدث لهم وأتي الله له بعديد من المعجزات لكي يؤمن به قومه إلا أن قومه كفروا به، ولم يؤمن به سوى اثنا عشر رجلاً من الحواريين فقط.

وأدعى قومه به أنه ساحر وكاهن وخططوا لقتله بأن قالوا لملك روما أنه يدعوا لزوال ملكهم فخاف ملك روما وأمر بقتله وصلبه، إلا أن الله جعل من وشى بعيسى في هيئة عيسى، وقاموا جنود روما بصلبه بأنه عيسى ونجا الله عيسى بن مريم.

 موسى رضي الله عنه

لقد عاش موسى في بيت فرعون بأمر من الله، حيث ولد في الوقت الذي كان فيه فرعون يقتل جميع الذكور الذي يتم ولادتهم فأوحى الله إلى أم موسى أن تقوم بإرضاعه وتلقيه في اليم، وطلبت زوجة فرعون أن تتخذه ولداً لها.

وعندما عاش في بيتهم وكبر وأمر بعبادة الله الواحد الأحد استهزأ به، وقاموا بتعذيبه وعاش عمره الذي يتجاوز الألف عام يدعوا لعبادة الله الواحد الأحد وجد مشاق وعناء، لم يتحمله بشر ولكنه لم يكف عن الدعوة.

اقرأ أيضًا: قصص الأنبياء والرسل عليهم السلام

خاتمة عن من هم أولو العزم من الرسل؟

لذلك نجد أن الله عز وجل خلق الرسل وكلفهم هم حمل الدعوة وهداية البشر والصبر على أذاهم والغرض من ذلك أن، لا يقف أحداً في يوم يخلد فيه في النار ما كنا نعلم وما أخبرنا أحد من قبل أن هناك الهداية، وهناك الله هنا تشهد عليهم أعينهم وأرجلهم وأيديهم على ما كفروا به من رسل وما قاموا من ذنوب.

شاهد أيضًا