موضوع عن المسؤولية التقصيرية

من مراحل حياته يتحمل مسؤولية مختلفة عن المرحلة الأخرى، أي ان القدر الذي يحمله الذي يتحمله الفرد في مرحلة الطفولة مختلف عن الذي يحمله في مرحلة المراهقة يختلف عن الذي يحمله في مرحلة الشباب، وهكذا في باقي العمر والحياة التي يعيشها.

حتى أنه قد لا يتحمل مسؤوليته فقط، بل أنه يتحمل مسؤولية أفراد أخرين، فعندما يتزوج يتحمل مسؤولية البيت والأسرة والأطفال التي يقوم بإنجابهم، وهناك العديد من أنواع المسؤولية ومن بينهم المسؤولية التقصيرية.

 مقدمة موضوع عن بالمسؤولية التقصيرية

المسؤولية التقصيرية تعتبر أحد الجوانب التي لم تظهر بشكل مباشر مثل التي ظهرت عليها المسؤولية، فالمسؤولية لم تحتاج إلى مقدمات.

لكي يشعر الفرد بأنه قد يحمل إلى شيء، بل أنها تظهر نتيجة لبعض الأشياء التي يجب على الفرد فعلها، وإن لم يفعلها سيحدث خلل.

على سبيل المثال الطفل منذ أن يولد فإنه مجرد من جميع أنواع المسؤوليات، حيث أن الأم هي من تعتني به هي من تقوم بتغير ملابسه.

وهي من تقوم بتجهيز الطعام له، هي من عليها أن تشعر بالألم الذي بيكي منه.

لكي تقوم بعلاجه وكل الاهتمام الكامل بكل التفاصيل الخاصة به هي مسؤولية للأم والأب.

لكن عندما يصبح هذا الطفل ناضح ليصبح طالب في مرحلة الابتدائية هنا هو طالب عليه مسؤولية.

أن يقوم بالمذاكرة لكي ينجح تلك المسؤولية لا يمكن أن يقوم أحد أخر بأن يحملها، بدلاً عنه.

ففي الوقت الذي تعد له الأم الطعام لا يمكنها أن تقوم بالمذاكرة بدلاً منه.

هكذا يظل في مراحل نمو مختلفة من مرحلة إلى أخرى إلى أن يصبح فرد يعتمد على نفسه بشكل كامل وعلية مسؤولية تجاه نفسه.

ومن ثم تجاه الأخرين وإن لم يقوم بالواجبات الذي عليه، لن يقوم غيره بالقيام بها بدلاً عنه لأن ذلك واجب حتمي عليه ومسؤولية لابد من تحملها.

لكن هذه المسؤولية التي ظهرت بشكل بديهي نتيجة إلى متطلبات الحياة، وأنه لا يمكن ان يسير أي شيء والشخص يجلس بمكانه.

فهذا الأمر بالطبع مستحيل، هناك أيضاً نوع أخر ظهر في الحياة والتي تكون نتيجة لإلحاق الضرر بالأخرينز

    • ولكنها لم تظهر بشكل طبيعي مثل المسؤولية بشكلها العام.

شاهد أيضًا: أنواع الجرائم وتقسيمها حسب القانون

كيف ظهرت المسؤولية

ظهرت المسؤولية في بادئ الأمر في الرومان حيث أنها كانت تختص بتحمل الشخص الذي يسبب أذى لفرد أخر بتعويض عن الذي قام بفعله.

وأن ما يقوم به يعتبر مخالف للقانون وهذا الأمر يعني أنه لابد من أن يعوضه عن ذلك الضرر، الذي تسبب به تجاه الشخص المتضرر.

ولكن في الرومان لم يشمل القانون جميع أنواع الأذى تجاه الأخر، لأنه أختص ببعض الأشياء.

وهناك جزء أخر منها تركه وأعتبره غير مستحق للتعويض.

وظل هذا القانون قائم بذاته في فترة طويلة إلى أن أنتقل إلى فرنسا ليتخذ شكل أكثر توسعاً عن ما كان موجود في الرومان.

حيث قررت فرنسا بأن تجعل هناك تعويض عن أي ضرر يلحقه شخص بأخر سواء.

كان هذا الضرر نفسي أو مادي فأي من الأذى الذي يجد الفرد الأخر بأنه أثر عليه باختلاف النسبة المؤثرة على المتضرر.

فإن الضرر واحد وهذا يعتبر مخالفة للقانون، ولابد من العقاب عليه أو تعويض المتضرر.

على سبيل المثال إن كان هناك شخصان يسيران بسيارتهم، وحدثت حادثة أدت إلى تلف أحد السيارات أو إصابة من هم داخل السيارة.

هنا لابد على الشخص الذي خالف اللوائح والقوانين التي تنص عليها الدولة هو من يقوم بتعويض المتضرر، بأن تعويض طلبه المتضرر.

فإن كان التلف بالسيارة فقط فمن حقه أن يطلب أن يقوم بإصلاح تلك السيارة.

وإن تسبب في إلحاق أي أذى أو ضرر بالشخص لابد أن ينقله إلى المستشفى ويتحمل ثمن علاجه.

ومن حق المتضرر أيضاً أن يطلب التعويض المادي في كل الأحوال فإن المتضرر يقف القانون في صفه.

أما إذا قد حدثت حادثة وأدى ذلك عن موت كل الأفراد داخل السيارة.

فمن حق أهل المتضرر أن يأخذوا تعويض من الشخص الذي تسبب في إلحاق هذا الأذى.

وهذا جاء نصاً في قانون 1832 من قانون فرنسا فيما يختص بالمسؤولية والتقصيرية.

النتائج عن عدم تحمل المسؤولية التقصيرية

المسؤولية التقصيرية منذ أن دخلت في إطار قانوني فهي تعتبر جريمة يعاقب عليه القانون مثل غيرها من الجرائم الأخرى التي لا نقاش بها.

فالشخص الذي يسرق ينال عقوبة والشخص الذي يقتل ينال عقوبة والشخص، الذي لا يتحمل المسؤولية التقصيرية أيضاً ينال عقوبة.

لذلك لا يمكن الاستهانة بإلحاق الضرر والأذى بالأخرين دون تحمل نتيجة ذلك.

ولو أن إلحاق الأذى بالأخرين يجب أن يكون أمر بديهي داخل الإنسان.

فالمري لا يجب أن يعتاد على تحمل الأذى تجاه الأخرين، فعليه أن يخاف بداخله من أن يؤذى.

    • حتى حيوان وليس إنسان فكل منهما روح ولا يمكن ان يتهاون في ذلك.

لكن القانون لا يعرف الأهواء والمشاعر لذلك صدر نصاً قانونياً على معاقبة من لا يتحمل المسؤولية التقصيرية.

    • ويقوم بإلحاق الأذى بالأخرين.

كذلك لا يعرف القانون ما كان هذا الأذى عمداً أو غير عمد، ففي كل الأحوال النتيجة واحدة فالشخص الذي يؤذي غيره.

وإن كان عن طريق الشجار أو عن طريق الاصطدام بالسيارة فكل منه له عقاب، ويتسبب بالحبس فيمن يقوم به.

اخترنا أيضًا: بحث عن الحقوق الزوجية في القانون المصري

اركان المسؤولية التقصيرية

  • لابد من وجود إثبات من قبل الشخص المتضرر عن إلحاق الأذى به من خلال عرض حجم وشكل الضرر.
  • أن يكون هناك تضامن من قبل الشخص الذي تسبب بالضرر والمتضرر.
  • يجب أن يعوض الضار المتضرر من خلال تحديد نسبة الأرباح.
    • على سبيل المثال إن كان هناك حريق قد نسب في شركة أو متجر.
  • ونتج عن ذلك تلف جميع البضاعة والمتجر، فهنا لابد ان يحدد المتضرر قيمة الأرباح.
    • التي كان سيحصل عليها، وليس فقط قيمة البضائع الموجودة.
  • لأن تلك البضائع هو جلبها، لكي يحقق من ورائها الربح.
  • وهذا الناتج من الربح على الشخص، الذي تسبب في تلفه أو حرقه أن يدفع له قيمة هذا سواء كان قصراً أو غير قصراً.

في كل الأحوال القانون يقف صفاً بجانب المتضرر، وإن امتنع الضار عن دفع التعويض الذي يقرره المتضرر.

فإنه هنا يعرض للسجن والحبس لأنه بذلك يخالف القانون، مثل أن يخالف القانون في أي قضية أخرى.

تابع أيضًا: بحث عن الحرية والمسؤولية

خاتمة موضوع عن المسؤولية التقصيرية

تحمل المسؤولية أمر هام جداً لا يمكن أن يتم إغفاله، ففي دولة مثل اليابان يقوموا بتعليم أبنائهم تحمل المسؤولية منذ ان يبلغوا ثلاثة سنوات في أن يقوموا بتحضير الطعام لأنفسهم.

وجميع الأغراض التي تناولوا بها الطعام وتكافئهم الدولة على ذلك بأن يدخلوا التعليم مجاناً في مقابل أطفال أخرى تدفع أهلهم مبالغ باهظة لكي تلتحق بالتعليم.

وهذا يعتبر تشجيعاً من الدولة في تحمل المسؤولية.

لكي يتم من خلالها أن تدرب الأطفال منذ صغرهم أن يتحملوا المسئولية ويجلبوا المنفعة على دولتهم.

موضوعات من نفس القسم