ما مقدار الوحدة الفلكية
ما مقدار الوحدة الفلكية إن الاهتمام بعلوم الفلك أصبح أحد أهم ضروريات القرن الواحد والعشرون، فمع كل هذا التقدم العلمي الذي نشهده في الآونة الأخيرة أصبح الإنسان ليه شغف معرفة ما يحيط الأرض من نجوم وكواكب، وبدأت تراود البعض عدد من الأسئلة حول احتمالية وجود عالم أخر يصلح للحياة الإنسانية عليه أم أن الأمر مقتصر على الأرض فقط هي التي يتوافر عليها الشروط الأساسية للحياة.
وأمام هذا الفضول المعرفي الذي تكون لدى عدد غير قليل من الدول والباحثين، بدأت بعض الدول والمنظمات العلمية في إنفاق الكثير لتسخير كل الجهود البحثية في مجال الفلك، وكانت بداية تلك الأبحاث وبعد عدد من الاكتشافات التي توصل إلى العلماء بدأ يتردد في خواطرهم سؤال عن طريقة لتقدير المسافات الفلكية بين الكواكب، وهذا بالتحديد هو موضوع مقالنا اليوم حيث نقدم التاريخ العلمي والفلكي لوحدات القياس الفلكية المختلفة حتى يومنا هذا، فتعرف معنا في هذا المقال عن الوحدة الفلكية تابعوا معنا.
المحتويات
التعريف العلمي للوحدة الفلكية
- وقبل التعرض إلى قياس الوحدات الفلكية على المستوى التاريخي علينا معرفة التعريف العلمي لمعنى كلمة الوحدة الفلكية، ظهرت الحاجة إلى ما يسمى الآن بالوحدة الفلكية عندما بدأ العلماء في الاحتياج لطريقة لتقدير المسافات بين الكواكب المختلفة والنجوم.
- وبالطبع فإن المسافات وطرق التقدير الرياضية المعروفة مثل السنتيمتر ومرورًا بالمتر إلى أن نصل إلى الكيلو متر كل تلك الوحدات القياسية الرياضية يستحيل استخدامها في الأوساط الفلكية، بسبب فرق المسافة الهائلة بين الكواكب والذي يتجاوز آلاف الكيلومترات.
- ومن هنا بدأت الأبحاث والدراسات حول هذا الشأن إلى أن توصل البعض لوحدة قياس فلكية مناسبة حيث قاموا بتقدير المسافة التي تبعدها الشمس عن كوكب الأرض، حيث تتجاوز تلك المسافة ما يقدر بحوالي المائة مليون ونصف كيلومترًا أي ما يقترب من المائة مليون ميل تقريبًا.
- وبالطبع فإن تلك المسافة الكبيرة تتناسب كوحدة قياس فلكية وتتناسب أيضًا لتكون وحدة قياس داخل المجموعة الشمسية ونظامها الفلكي، وكانت العقبة الوحيدة التي واجهها علماء الفلك هي حركة الأرض بشكل مستمر جعل مدارها مما يجعلها تقترب في بعض الأحيان من الشمس بينما تبتعد أحيانًا أخرى عنها.
وكذلك أيضًا:
- ولعلها تكون أكثر اقترابًا في شهر يناير الذي يعد بداية العام الميلادي بالنسبة لنا، ومع انتهاء هذا الشهر تبدأ الأرض في الابتعاد عن الأرض مرة أخرى.
- وتعود أسباب هذا التغيير في المسافات إلى الشكل البيضاوي الذي يتشكل وفقا له مدار الأرض، فلو كان هذا المدار يتبع الشكل الدائري لكان الأمر أكثر يسرًا وأدق قياسا، ولكن بسبب هذا المدار البيضاوي اضطر العلماء لوضع قياسي تقديري لتلك المسافة بين كلا من الشمس والمريخ.
- وبما أن ضوء الشمس لا يستغرق سوا ثمانية دقائق حتى يصل إلى الأرض بسبب سرعته الكبيرة للغاية بل يمكننا القول إنها سرعة نفاذة.
- وبعد عدد من الدراسات والأبحاث قام العلماء بتقدير تلك المسافة بما يقترب من المائتين مليون كيلو مترًا، تلك المسافة التقديرية كانت لها فائدة أخرى في قياس المسافة بين الشمس وبين الكواكب الصغيرة الأخرى إذا ما تم مقارنتها بحجم كوكب الأرض.
شاهد أيضًا : ما هو الموقع الفلكي للوطن العربي
الوحدة الفلكية واكتشافها تاريخيًا
- بدأ الاهتمام بعلوم الفلك منذ مئات الأعوام حيث انه أحد العلوم التاريخية التي اهتم بها الإنسان البدائي منذ قديم الأزل، كما اهتمت بها الحضارات القديمة أيضًا وبشكل خاص الحضارة الفرعونية والحضارة اليونانية، حيث كانوا أول من اهتم بحركة النجوم والكواكب حتى أن بعضهم أعطى للشمس قدسية خاصة وصلت إلى درجة العبادة فقد ظنوا أنها إله يستحق العبادة والتقرب اليه.
- ومع هذا الاهتمام بكل ما هو ذو علاقة بعلوم الفلك، فقد أصبح شغل العلماء الشاغل هو اكتشاف كل ما هو جديد فلكيًا
- ثم بدأ التفكير في طريقة لقياس وتقدير المسافات بين النجوم وكانت انطلاقة البداية بخصوص هذا الشأن لأحد العلماء صاحب الأصل والجذور اليونانية.
- والذي يدعى ارسطرخس فقد حاول إجراء عدد من الدراسات البحثية ليكتشف مقدار المسافة بين كوكب الأرض والشمس، ولكنه قد قابل عدد كبير من العوائق التي أعاقت مسيرته العلمية، أولها كان قلة الموارد والأدوات العلمية التي يستطيع تطوعها في هذا السبيل إضافة إلى صعوبة قياس تلك المسافة بسبب عدم انتظام حركة الأرض بشكل دائري ودورانها في إطار بيضاوي يصعب قياسه.
- ولكن هذا لا يمنع كون ارسطخرس هو من وضع حجر الأساس في هذا الاتجاه قبل أكثر من مائتي عام وخمسة من قبل الميلاد.
شاهد أيضًا : ما هو لون غاز الكلور
الوحدة الفلكية واكتشافها
- ثم توقفت المحاولات حتى قرابة القرن السابع عشر تقريبًا، حيث أنه في منتصف القرن وبالتحديد في عام ألف وستمائة وثلاثة وخمسين جاء العالم هوغنس ذو الجنسية الهولندية، والذي اهتم منذ صغره بعلوم الفيزياء والفلك معًا وحقق نجاحًا مشهودًا في كلا منهما.
- وبعد كل تلك النجاحات بدأ في محاولة القيام بقياس المسافة بين كلا من كوكب الأرض والشمس، ولكنه واجه نفس العقبات التي واجهت العلماء الذين سبقوه في نفس المجال، ولكنه حاول التغلب عليها واتجه إلى الاستدلال العقلي كبديل عن قلة الإمكانيات العلمية.
- وبدأ في استنباط بعض النظريات العلمية والتي تعتمد في أساسها على كوكب الزهرة بشكل كلي، وذلك بسبب قرب كوكب الزهرة من الأرض والشمس معًا، وبالتالي فقد بدأ ملاحظة الفترة الزمنية التي يكون كوكب الزهرة فيها منيرًا بفعل ضوء الشمس.
- ومن هنا بدأ أن يستدل على المسافة بين الشمس والزهرة عن طريق قياس سرعة الضوء الذي يصل من الشمس إليه، ثم قام بعد ذلك بتخيل أن الشمس والزهرة والأرض يشكلون ثلاثة أضلاع لمثلث، وحاول تقدير قياس كل زاوية من هذا المثلث وبعد نجاحه في الاستدلال على قياس الزوايا استطاع تقدير الأطوال.
- ولكن تلك النظرية لم تلقى قبولًا على مستوى مختلف الأوساط العلمية، وكانت أولى أسباب هذا النقد القوي لنظريته أنها لم تمتلك ما يكفي من الإثباتات العلمية بل كان أكثر اعتمادها على عدد من الاستنتاجات العقلية والاستنباط وهو أمر لا يفضله أولئك من أصحاب الاتجاه العلمي ويعتبرونه أحد أقوى نقاط الضعف إذا ما قامت على أساسه أي نظرية علمية.
طرق قياسها حديثًا
- تبعت محاولة هوجنس السابق عرضها عدة محاولات من بعض من العلماء والفلكيين كان أهمهم العالم دومينيكوا كاسيني الحاصل على كلا من الجنسية الفرنسية والايطالية معًا، وقد توصل كاسيني إلى قياس دقيق لتلك المسافة بين الأرض والشمس إلى أن وقع أحد أقوى الأحداث العلمية الفلكية في أخر السبعينات من القرن العشرين.
- وفي هذا الحدث قام الاتحاد الفلكي الدولي والذي يقع في فرنسا وتحديدا في باريس بالإقرار بما توصل اليه الفلكي كاسيني من تعريف مع وضع بعض من التعديلات الطفيفة عليه، وتم العمل وفق هذا التعريف فلكيًا حتى أوائل الألفية الثانية.
- فقد بدأ بعض المتخصصين في علوم الفلك بنقد التعريف الذي أقره الاتحاد الفلكي سابقًا حيث أعلنوا أن تلك النظرية قد مضى عليها الزمن، ولابد لها أن تدخل في طور التحديث وخاصة مع وجود عدد كبير من الإمكانيات العلمية التي لم تكن متوفرة لكاسيني آنذاك.
شاهد أيضًا : ما هو غاز الفريون وأضراره
- وبناء على ما سبق عرضه فقد استجاب لهم الاتحاد الدولي للفلك وقاموا بتغيير تعريف الوحدة الفلكية، وفق نظرية اعتمدت في جوهرها على مقدار سرعة الضوء من الشمس وصولا إلى الأرض.
ومن هنا نكون ختمنا معكم مقالنا اليوم عن الوحدة الفلكية ونرجو أن تكون المعلومات المقدمة مفيدة إليكم، لا تنسوا لايك وشير للمقال لتعم الفائدة على الجميع.