سقوط الاندلس والدولة العثمانية
بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يقف الإسلام عند ذلك بل أن الخلافة الإسلامية مازالت في ذلك الوقت مستمرة وكان يأتي خليفة على المسلمين في كل فترة يقوم بفتح العديد من المدن والأماكن، التي يجعلها تابعة للدولة الإسلامية والتي ينشر الدين الإسلامي.
المحتويات
مقدمة عن سقوط الأندلس والدولة العثمانية
لقد ظلت الرقعة الإسلامية تنتشر شيء فشيء إلى أن أصبح الدين الإسلامي قوي واتسعت أراضيه داخل الدولة وهذا ما جعل الإسلام والدول التابعة له في مرتبة عالية، ولا يقصد من هذا القول أن الدين الإسلامي فرض نفسه على الدول التي قام بفتحها.
بل أن طرح الإسلام والدخول فيه كان أمر اختياري ومن يدعي أو يقول بغير ذلك فهو كاذب، حيث أنه في هذا الوقت كان الغير مسلمين يعيشوا في سلام في مقابل دفع الخراج الذين يتلقون الحماية في مقابلة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكم دينكم ولي دين وهذا يعني أن الله هو من يحاسب على الديانة، ولا دخل لأي مخلوق في ذلك.
شاهد أيضًا: قصة فاتح الأندلس طارق بن زياد كاملة
الدولة الإسلامية
الدولة الإسلامية لم تبدأ منذ البداية بالشكل القوي والكبير التي بدأت منه، بل أنها اتسعت إلى أكثر من ذلك فيما بعد بالرغم من وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أن هذا الأمر لا يعني على الإطلاق أن نشر الدين الإسلامي قد أنتهى.
لذلك نرى من بين القصص التي رويت عن لحظات وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، خروج أبي بكر الصديق في المسجد يقول من كان يعبد محمد فإن محمد قد مات، ومن كان يعبد الل،ه فإن الله حي لا يموت وهذا الأمر يعني أن الله هو الواحد الذي يظل موجود دائماً وأبداً.
حتى أن قدرة الأنبياء وأعطاه لهم إنما هو فضل وتكرم من عند الله كان غرضه أن يهتدي الناس من خلاله، فالله عز وجل وهب لكل شخص منا العقل الذي لا يختلف في قدراته على الأخر ونتيجة اختيارك ونتيجة، فعلك سوف يتم حسابك على ما قمت به من هذا الفعل الذي قمت به.
دولة الأندلس
تعتبر دولة الأندلس من الدول التي تم فتحها من قبل المسلمين حيث أنها تم فتحها في عام 924 هجرياً، كان في ذلك الوقت عبد الرحمن الناصر هو خليفة المسلمين.
فكان المسلمين في ذلك الوقت يتمتعوا بمكانة مرموقة وقوية، لما قد قاموا به من فتوحات متعددة اتسعت بها رقاع الدولة الإسلامية وهذا الأمر بالطبع جعل الدولة الإسلامية والدين الإسلامي، أكثر قوة من الوقت السابق عليه.
طبيعة دولة الأندلس في هذا الوقت
كانت مدينة الأندلس كبيرة جداً فكانت من أرقى المدن وأكثرها تطوراً، فكان الجميع يأتوا إلى مدينة الأندلس من كبار رجال الدول الأخرى فكانت تعيش عصر من الازدهار في أقل التفاصيل التي تبدو بها.
كانت في جميع النواحي مزدهرة حتى في الاهتمام بالحضارة والتعليم كانت بها أفضل المدارس والجامعات لذلك كان أبناء الملوك وكبار رجال الدولة يرسلوا أبنائهم، لكي يقوموا بالتعلم في مدينة الأندلس ليحصلوا على التخرج من أفضل الجامعات التي توجد في هذا الوقت.
كما أن المعلمين كان لهم قدرة ومكانة علمية من خلال الألفاظ واللغات التي ينطقوا بها والطريقة الخاصة بهم التي كانت تجعلهم دائماً في مرتبة تختلف عن باقي المناطق الأخرى كل هذه التفاصيل جعلت من مدينة الأندلس مكانة حضارية في المرتبة الأولى.
بين باقي المدن الأخرى لذلك نجد أن المسلمين في ذلك الوقت تغيرت مكانتهم، وكان من الصعب أن يدخل أحد في عداء معهم لما كانوا لهم من شأن عظيم.
الطابع السياسي لدولة الأندلس
كانت دولة الأندلس أيضاً تحتوي على أكبر رجال من العلم السياسي الذين قاموا بالتدخل السياسي وشئون البلاد نتيجة لتعليم قد تلقوه من أفضل المدارس والجامعات، وهذا ما جعلهم يرتقوا بمدينة الأندلس بهذا الشكل.
نتيجة لتطورهم في الحياة السياسية ووضعهم في مكانة كبيرة وجدنا أن الدول الأخرى كانت تقوم بالاستعانة بهم لفض أمورهم السياسية، ونزع الخلافات التي كانت تنشب في البلاد.
فكانوا يقومون بالتدخل السياسي في حياة الدول الأخرى بطلب منهم، وينجحوا في حل عديد من المشاكل التي كانت تزال تقوم لسنوات طويلة.
هذا الأمر وخبرتهم السياسية كانت سبباً في طلب الأراضي والأموال في مقابل التدخل السياسي، لذلك كانوا يتمتعوا رجال الأندلس بالثراء في حياتهم ويسكنوا أفضل القصور وأفضل البيوت، كان الفقر شبه منعدم في حياة مدينة الأندلس.
سقوط مدينة الأندلس
بالرغم من كل هذا الثراء وكل هذه القوة التي عاشت بها مدينة الأندلس، إلى ما يصل إلى ثمانية قرون إلا أن الحكم الإسلامي بعد فترة بدأ في التزعزع والخسارة شيء بعض شيء، بسبب تضاؤل حساب المسلمين وقلة حكمهم الذي بدأ يقل عما كان.
إلى أن تم بالفعل سقوط مدينة الأندلس 1924 ميلادياً، وكان هذا الأمر بسبب توقيع الملك عبد الله معاهدة استسلام مع ملكين كاثوليكيين هذا الأمر كان السبب الأول في سقوط دولة الأندلس، إلى أن تضاؤل حكمها في منطقة غرناطة.
كان هذا هو هدف أعداء الدولة الإسلامية من الأساس الذين دائماً ما كان أهم ما يسعون إليه هو انهيار الحكم الإسلامي والدولة الإسلامية.
وبالرغم من قوة الأندلس وقوة ملكها من جميع الجهات سواء التعليمية أو السياسية والحكم الذي وصل إلى قرابة ثماني مائة عام إلا أن زعزعة الحكم لم يكن أمر سطحي بالنسبة إليهم، لينجحوا بالفعل في هذا الأمر بعد طيلة هذه السنوات، التي عاشت بها مدينة الأندلس في رخاء وازدهار.
أسباب انهيار مدينة الأندلس
- إن وجد سبب ظاهري في انهيار مدينة الأندلس هذا الأمر لا يمنع على الإطلاق انهيار الدولة نتيجة لبعض الأشياء التي قد تجاوز بها أهلها، والتي كانت من بين الأسباب الأساسية في توقيع ما مثل هذه الاتفاقية، التي قام بها الملك عبد الله وهي:
- انحراف المسلمين عن تعاليم الدين الإسلامي وإغرائهم بحياة الترف والرفاهية، مما جعلهم يتجهون نحو شرب الخمور التي قد حرمها الله.
- انشغال الحكام في ذلك الوقت في حياة الترف والرفاهية، فانشغلوا عن أمور الحكم وقاموا بزعزعة الحكم والنظام، مما جعل الدولة تضعف.
- كان الاهتمام بالقصور والملبس في ذلك الوقت، بالنسبة إلى الحكام أهم من الانشغال بالحكم السياسي.
- موالاة حكام الأندلس للصليبيين وحسن الظن بهم ،حيث قاموا بعلاقات حسنة مع الصليبيين واتخذوهم أحلاف لهم في حروبهم التي قاموا بها ضد بعضهم البعض دون النظر، إلى أنهم يتخذوا من عدوهم الأول صديق وأن ما يقوموا به هو في النهاية الغرض الصليبي.
- تخلف علماء الدولة التي كان لهم من أعلى المراتب العلمية، في جميع جوانب الحياة عن دورهم الذي خلقهم الله من أجله في نشر حياة الصلاح، وتوجيه التعاليم الدينية والإصلاحية.
تابع أيضًا: تاريخ الأندلس السياسي والعمراني والاجتماعي
خاتمة عن سقوط الأندلس والدولة العثمانية
في النهاية نتعلم جيداً أن دائماً العدو لا ييأس في الحلم الأول له وهو السيطرة، وأخذ ما لا يملك وإن كان هذا الأمر يعود على سنوات طويلة إلا أنه ليس ببعيد عنا الآن.