تاريخ الاندلس السياسي والعمراني والاجتماعي
لقد كان منذ وجود رسول الله صلى الله عليه وسلم وحتى من بعده في حياة الخلفاء الراشدين الفتوحات الأساسية هي أساس الحياة التي كانوا يعيشون فيها في ذلك الوقت، فنحن نجد أن الله عز وجل عندما جعل من رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء الذين جاءوا إلى هذه الأرض، لم يقف عند ذلك الأمر.
المحتويات
مقدمة عن تاريخ الأندلس السياسي والعمراني والاجتماعي
الفتوحات تعبر عن الغزوات أو المعارك والحروب التي قام بها الرسل والخلفاء، لكي يقوموا من خلالها باتساع رقعة الدولة الإسلامية وجعلها هي الأقوى، ومن خلال ذلك يقوموا بنشر الدين الإسلامي.
لا يمكن أن نفسر هذا القول بالاتفاق مع الرأي الذي قال بأن الذي قاموا به هو نشر الإسلام بحد السيف، لأن هذا الأمر لم يكن صحيحاً، فهناك العديد من الدول والمناطق التي استسلمت، وأدركت أن الدين الإسلامي هو دين الحق.
ومن لم يدرك لم يتم قتله لنقول إنه أنتشر بحد السيف، فهذا الأمر غير موجود، بل أن من لم يدرك هذا الأمر، فإنه علم أن الدين الإسلامي لا يجبر أحد على اعتناقه.
ولكن لهم دفع الخراج في مقابل تقديم الحماية لهم، وبالفعل هذا الأمر ما كان يحدث حيث اجتمعت العديد من الطوائف المختلفة في دولة واحدة وتحت شعار واحد مع اختلاف العبادة، وكان لهم حق الأمان والاحترام.
الدين الإسلامي ليس بحاجة إلى أحد بل نحن من بحاجة إليه، والله عز وجل كان قادراً أن يخلق الجميع على الدين الإسلامي ولكن لو كان الأمر هكذا لما نحن في الدنيا لما توجد الجنة والنار لما يوجد الثواب والعقاب.
ففي كل هذه الأمور ندرك أن الله عز وجل وهب لكل منا العقل الذي يميزه عن غيره من الآخرين، ومن يختاره له عقلك هو من ستحاسب عليه، فهذه الدنيا بمثابة الاختبار الذي سنخرج منه جميعاً.
شاهد أيضًا: شرح الأدب في سؤال وجواب للثانوية العامة
كيف تم فتح مدينة الأندلس
لقد تم فتح مدينة الأندلس من قبل الدولة الإسلامية على يد عبد الرحمن الناصر الذي ضم مدينة الأندلس إليه، وجعلها من بين رقاع الأراضي الإسلامية في عام 924 هجرياً.
الحياة الاجتماعية في مدينة الأندلس
- تعتبر مدينة الأندلس كانت من أعظم المدن التي توجد في ذلك الوقت، حيث أنها كانت الدولة الأكثر تطوراً والأكثر ازدهاراً، كما لو أن تلك المدينة تعيش في عصر أكثر تقدماً من باقي المناطق الأخرى.
- فكانت مدينة الأندلس من بين أعظم المناطق والمدن التي يعيش بها الفرد حياة الترف والرفاهية، فكان الفقر في تلك المدينة يكاد يكون معدوماً، فكان الملوك والأمراء يأتوا من باقي الدول الخاصة بهم، ليقوموا بالاستقرار وقضاء الوقت في منطقة الأندلس.
الحياة العلمية في مدينة الأندلس
- كل هذا التطور والرفاهية التي كانت تعيشه مدينة الأندلس يرجع إلى شيء هام وأساس الحضارة والتقدم والرفاهية وهو العلم، فكانت الدولة تعيش حالة من الاهتمام بالعلم راقية جداً.
- فنجد أن العلماء كانوا في مرتبة مرتفعة وعالية لما قد حصلوا على الدرجات العلمية، التي قد تلقوها من خلال جميع الجوانب الحياتية، فكان التحدث معهم يدل على كم العقلية العلمية، التي قد يتعامل معها الفرد في حياته.
- فنجد أيضاً أن المدارس والجامعات الموجودة بالأندلس لم تكن موجودة وليس لها مثيل في باقي المناطق الأخرى، هذا الأمر الذي جعل الأندلس في مرتبة أعلى يقوم كبار رجال الدولة والملوك بإرسال أبنائهم، لكي يلتحقوا بالمدارس والجامعات الموجودة في الأندلس.
- حيث كانوا العلماء لهم مرتبة متميزة من التلاميذ الذين درسوا لهم، والذين قاموا بالتحدث عنهم في المناطق المتعددة الأمر الذي كسب شهرة إلى العلماء الموجودة في الأندلس، والذي جعل الجميع يقوم بالتهافت عليهم، والرغبة في الحصول على العلم من خلالهم.
تابع أيضًا: ملزمة سؤال وجواب في الأدب للصف الثالث الثانوي العام
الحياة السياسية في الأندلس
- كل هذا التطور والرقي الذي ظهر بوضوح في الحياة الاجتماعية لم يختلف كثيراً عن الحياة السياسية، حيث أنهم في هذا الوقت كانوا
- يعيشوا حالة من الارتقاء الفكري لذلك قد وصلوا إلى هذه المرتبة، ولم تكن الحياة السياسية لهم في ذلك الوقت مجرد وراثة الحكم كما كان يحدث في باقي الدول الأخرى، التي كان يتم نقل السلطة بالتداول والوراثة بين أبنائهم.
- حتى أنه كان عندما مات الملك ولا يملك رجل بالغ يتولى أمور الحكم كان من الممكن أن يكون الطفل هو الحاكم وإن لم يتجاوز العشرة سنوات من عمره نتيجة لتداول السلطة والأمور المتبعة.
- هذا الأمر ما تم القضاء عليه في منطقة الأندلس، حيث أن السياسيون في منطقة الأندلس كانوا يمارسوا السياسية نتيجة للعلم والتدبر العلمي، الذي قاموا من خلالهم بالتدبر في الحياة السياسية.
- نتيجة للمكانة التي قد حصل عليها السياسيون في الأندلس، كان باقي الملوك من الدول الأخرى يقومون بالاستعانة بهم لكي يقومون بتدبير شئونهم الداخلية، وأمورهم السياسية في هذا الوقت.
- كان هذا الأمر من التدخل في الصراعات والنزعات وفضها من قبل السياسيين في الأندلس، نتيجة لحصولهم على الأحصنة والأراضي، الذي جعلهم يكسبوا المال والسلطة والشهرة معاً.
أسباب تطور الأندلس
- كان لتطور الأندلس العديد من الأسباب المختلفة لنضع في المقدمة الأولى، الاهتمام بالعلم فكان العلماء في هذا الوقت يريدوا أن يكونوا هم ورثة الأنبياء اقتضاء بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- فكان رسول الله يخبرنا دائماً أن العلماء هم ورثة الأنبياء، وقام وضعهم في هذه المكانة ليدل على القرابة بينهم وعن قربهم من منزلتهم.
- فالعلماء الله عز وجل كرمهم حين جعل العلم الذي يقوموا بتقديمه إلى البشرية، سبب في أن يتم رفعهم درجات بعد أن ماتوا، وبالرغم من انقطاع الأعمال فور دخول المرء القبر.
- فقد نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن العلماء أنهم يرثوهم مثلما يرث الفرد الذي يقربه ويتصل به بصلة قرابة، حيث نجد أن أبي هريرة.
- عندما دخل إلى السوق ووجد الناس يقوموا بالبيع والشراء قال لهم أنتم هنا منشغلون وتتركوا ما يتم توزيعه في المسجد.
- عندما سمع التجار بالسوق هذا الكلام ذهبوا إلى المسجد مسرعين وعادوا وقالوا له ما وجدنا شيء يتم توزيعه، فسألهم ماذا وجدتم.
- قال وجدنا جماعة يصلون وجماعة يحضرون حلقة العلم مع رسول الله، وأخرين يسبحون ويذكرون الله قال لهم هذا ورث الأنبياء من العلم.
قد يهمك : قصة فاتح الأندلس طارق بن زياد كاملة
خاتمة عن تاريخ الأندلس السياسي والعمراني والاجتماعي
ظلت مدينة الأندلس في تطور حضاري واسماً لامعاً إلى ثمانية قرون، إلا أن أعداء الدين لم يريدوا ذلك وبالرغم من قوتها استطاعوا أن يتدخلوا ليقوموا بنشوب الحروب الداخلية بن أهلها، المساعدة في هز النظام خاصة بعد توقيع ميثاق الاستسلام مع فريدانيد ويزابيلا، والذي كان بمثابة الضربة الأولى في سقوط دولة الأندلس، التي قد سقطت بالفعل في عام 1924 ميلاديًا.