بحث كامل عن سورة البقرة
بحث كامل عن سورة البقرة، القرآن الكريم أفضل الذكر وأفضل الكلام الذي يمكن للمرء أن يتحدث عنه أو يقرأه، لذا اكتب لكم هذا البحث وأنا في كامل سعادتي.
القرآن الكريم تنزل على سيدنا محمد ليس مرة واحدة بل على مرات كثيرة في شهر رمضان، ويحتوي على ثلاثين سورة من الذكر الحكيم، ومن بينهم سورة البقرة وقد تكون هذه السورة أحب السور على قلوب الكثير من المسلمين.
المحتويات
مقدمة بحث كامل عن سورة البقرة
سور القرآن الكريم جميعها ممتلئة بالإعجاز العلمي الذي لا مثيل له مهما حاول العالم الاعتراض عليه وتقليده لا يستطيعون أن يأتوا بسورة واحدة فقط شبيهة بآيات القرآن الكريم.
وإذا بحثنا في القرآن عن أي شيء يحدث في وقتنا هذا سوف نجد أن القرآن العظيم تحدث عنه بالفعل رغم أنه تنزل على سيدنا محمد منذ أكثر من قرن من الزمان.
وسورة البقرة من أعظم السور التي وردت في القرآن الكريم وفيها العديد من الحكم والمواعظ للناس.
وأيضًا في محتواها العديد من القصص كقصة البقرة وغيرها وسوف نتحدث في هذا البحث عن كل شيء يخص سورة البقرة بإذن الله.
فيما يلي سوف نعرض لكم بحث كامل عن سورة البقرة، فتابعونا.
اخترنا لك أيضًا: قصة سورة البقرة مختصرة من القرآن الكريم
التعريف بسورة البقرة
- سور القرآن الكريم جميعًا عظيمة، ولكن سورة البقرة من أكثر السور القرآنية عظمة لما تحتوي عليه من معلومات ومواقف حياتية بالفعل.
- سورة البقرة من أطول السور الموجودة في القرآن الكريم فقال تعالى:
- (ولقد ءاتينك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم) وتعد سورة البقرة أول هذه السور السبع من حيث الطول.
- أما من حيث ترتيب السور فتحتل سورة البقرة الترتيب الثاني بعد سورة الفاتحة مباشرةً.
- وعند الحديث عن ترتيب سورة البقرة من حيث النزول فإننا نتحدث عن المرتبة الأولى من بين جميع سور القرآن العظيم التي نزلت في المدينة فسورة البقرة سورة مدنية.
معلومات عامة عن سورة البقرة
- سورة البقرة حوت الكثير من الآيات التي تقدر كعدد بطريقتين هما:
- العدد الكوفي: وبماء على عدد أهل الكوفة أن عدد آيات سورة البقرة مائتان وستة وثمانون آية (286).
- العدد المدني: وعند النظر في المصحف المدني نجد أن عدد الآيات الواردة في سورة البقرة عبارة عن مئتان وخمس وثمانين(285) آية فقط وبالأخص قراءة ورش عن نافع.
- ويأتي الاختلاف في تقدير عدد آيات سورة البقرة إلى النظر إلى فواتح السور.
- فنجد أن مصحف المدينة لا يعتبر كلمة(ألم) آية بعينها ولكن يضمها مع الآية الثانية.
- أما المصحف الكوفي يفصل بين الآية الأولى والثانية.
- سورة البقرة تحوي أكبر آيات القرآن الكريم بأكملها.
- وهي آية الدين أو آية المداينة لما يصدر فيها من أحكام عن التدوين والكتابة وغير ذلك.
فقال تعالى:
- ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يمِلَّ هوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأخرى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾.
تابع معلومات عامة عن سورة البقرة
- فضلًا على أنها تحتوي على أفضل آية في القرآن الكريم والتي أوصى بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وهي آية الكرسي فقال تعالى:
- (اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ).
- آية الكرسي هي الآية رقم(255) من سورة البقرة، فهي ليست فقط من أعظم الآيات الموجودة في القرآن الكريم
- بل أنها تسمى بسيدة القرآن الكريم وذلك يرجع على كونها أفضل الآيات وما لها من منزلة عظيم.
- غير أن لهذه الآية الكثير من النعم على البشر فهي جمعت العديد من أسماء الله الحسنى.
- فهي تعمل على علاج الكثير من الأمراض النفسية حتى الأمراض العضوية.
- وفي نهاية سورة البقرة تحذير لكل مسلم فلو تأملنا آخر آية وردت في هذه السورة لا يمكننا ارتكاب أي ذنب أو معصية أبدًا خوفًا من الله عز وجل فقال تعالى:
- وَاتَّقُوا يَوْمًا ترْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثمَّ تُوَفَّى كلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يظْلَمُونَ (البقرة: 281).
- ونزلت هذه الآية قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بثمانِ ليالٍ فقط.
ما هو سبب تسمية سورة البقرة بهذا الاسم؟
هناك الكثير من الأسباب التي ذكر بأنها سبب لتسمية هذه السورة بسورة البقرة.
ولكن من أقرب الأسباب والتي اتفق عليها علماء الدين هو:
إن سورة البقرة احتوت على قصة حقيقية لسيدنا موسى عليه السلام وقومة.
عندما قتل رجل من أهله ولم يعرف أيًا منهم مَن قاتله.
فأنزل الله عز وجل على سيدنا محمد أنه أمر سيدنا موسى أن بأمر قومه بأن يذبحوا بقرةً.
بالفعل أمرهم سيدنا موسى عليه السلام ولكنهم ماطلوه.
ففي البداية طلبوا من سيدنا موسى أن يسأل ربه من يبين لهم مواصفاتها لأن الأبقار وقتها كانت كثيرة.
فوصفها لهم سيدنا موسى، وبعدها كانوا لا يريدون طاعته فأمروه أن يعطيهم أوصافًا أكثر من ذلك لأن البقر متشابه.
وبالفعل قام عليه السلام بذلك بعد وحي من الله عز وجل.
وبعدها عثروا على تلك البقرة التي وصفها لهم سيدنا موسى وذبحوها فأحيى الله عز وجل ذلك الرجل القتيل مرة أخرى ودلهم على قاتله.
وتتمثل هذه القصة في قوله تعالى:
(وَإِذْ قَالَ موسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يبَيِّن لّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تؤْمَرونَ *
قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ * قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّآ إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ *
قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ *
وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مخْرِجٌ مَّا كنتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾.
قد يهمك: فضل سورة الملك مكتوبة
سبب نزول سورة البقرة
أما إذا تفرغنا للحديث عن سبب نزول سورة البقرة فإننا نجد أن هناك العديد من الأسباب التي نزلت من أجلها هذه السورة.
وذلك تبعًا لاختلاف القصص والمواقف المذكورة فيها.
فحتى النصائح التي أوصى بها الله سبحانه وتعالى المسلمين في هذه السورة لها مواقف خاصة وأسباب معينة.
وهناك العديد من الآيات التي ورد سبب نزولها في كتب التفسير.
كما أن يوجد العديد من الآيات الأخرى التي لم يرد على الإطلاق سبب نزولها.
فأول أربع آيات من سورة البقرة كان السبب في نزولها: عن مجاهد أنه قال:
أربع آيات من أول سورة نزلت في نعت المؤمنين، وآيتان في نعت الكافرين، وثلاث عشرة في المنافقين.
أما الآيات الخامسة والسادسة فتحدثت تلك الآيات عن مصير الكافرين وما سيلقيانه في الآخرة من عذاب أليم.
وبعدها عدد ثلاثة عشر من الآيات الكريمة كان سبب نزولها هو الحديث عن المنافقين.
وعند التأمل في تلك الآيات نجد أن الله عز وجل تحدث عن الكافرين الآيتين فقط.
أما الحديث عن المنافقين فاستغرق ثلاثة عشر آية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على خطورة المنافقين.
عند الله حتى إنهم أسوأ في المنزلة من الكافرين.
فضل سورة البقرة
أفضال سورة البقرة متعددة ولا يمكن أن يتخيلها أو يصدقها عقل بشر أبدًا مهما كان فقيهًا في الدين.
فهذه الأفضال المتداولة على ألسنة علماء الدين عن سورة البقرة ما هي إلا صورة مصغرة من أفضالها.
لذا كان يجب الحديث عن فضلها في البحث الكامل عن سورة البقرة ومنها:
من أولى أفضال سورة البقرة أنها تحفظ المؤمن المداوم على قراءتها والحريص على تشغيلها يوميًا في منزله من كل شيطان وهامة.
وذلك بناء على حديث النبي صلى الله وعليه وسلم:
وكلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم -فقص الحديث.
فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال معك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح، وقال:
النبي -صلى الله عليه وسلم-صدقك وهو كذوب ذاك شيطان).
تأتي هذه السورة شافعة لقارئيها يوم القيامة وذلك من قول رسول الله صلى الله وعليه وسلم:
( اقرؤوا القرآنَ؛ فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابِه، اقرؤوا الزهْرَاوينِ: البقرةَ وآلَ عمرانَ،
فإنَّهما يأتيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غمامَتانِ أو غيايتانِ،
أو كأنَّهما فِرْقَانِ من طَيْرٍ صَوَافَّ، تحَاجَّانِ عن أصحابِهما، اقرؤوا سورةَ البقرةِ؛ فإنَّ أخْذَها بركةٌ، وترْكُها حسرةٌ، ولا تستطيعُها البطَلَةُ ).
تابع أيضًا: موضوع تعبير عن تفسير سورة البروج مكتوبة
خاتمة بحث كامل عن سورة البقرة
في النهاية، أحب أن أشير أن أفضال سورة البقرة والحديث عنها لا يمكن أن ينتهي أبدًا وهناك الكثير والكثير عنها.
الذي لا يسمح لنا المجال الحديث عنه فكل ما تم ذكره هو فقط نبذه مختصرة ضئيلة عنها.
وبهذا نكون قد قدمنا لكم بحث كامل عن سورة البقرة سائلين المولى عز وجل الهدى والسلام والتقى.