حديث عن الصدق وما يرشد إليه الحديث

حديث عن الصدق وما يرشد إليه الحديث :

قال الله تبارك وتعالى ” بسم الله الرحمن الرحيم ” {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ۚ ذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) } ” صدق الله العظيم ” * سورة الزمر *

ومن هذه الآية الكريمة يتضح لنا أن القرآن الكريم وصف المؤمن الصادق بالتقوى والمكانه العالية، فله ما يشاء جزاءً على صدقه في التعامل بين الناس، وفيما يلي سوف نعرض مجموعة من الأحاديث الشريفة وما تشير إليه عن الصدق.

شاهد ايضًا : قصة خيالية قصيرة عن القمر والشمس

• الحديث الأول :.

• قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم ” عليكم بالصدق فإنه باب من أبواب الجنه ” صدق رسول الله صلَّ الله عليه وسلم.
• يشير الحديث الصحيح إلى ضرورة أن يتحلى المؤمن بالصدق، حيث أنه من أعظم الصفات الفضيلة، لأنه يؤثر في حياة المؤمن بشكل إيجابي.
  • فعندما يتميز الإنسان بالصدق يصبح لدى الأفراد من حوله محبوب ومحل ثقة، وهذا في أسرته وأصدقائه وبين مجتمعه ككل، وعندما تستقيم فضيلة الصدق في حياة الإنسان تتحول حياته وكافة معاملاته إلى أفضل الحالات.
• وهذا يتضح من قول الرسول ” عليكم بالصدق “ فهذا تأكيد للمعنى لأنه يتخذ شكل الأمر، وهو أمر محمود كله يصب في مصلحة المؤمن.

• الحديث الثاني :.

• عن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم {عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى إلى البر وإن البر يهدى إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق.
  • ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدى إلى الفجور وإن الفجور يهدى إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا}.
• ويشير الحديث إلى أهمية الصدق حيث أنه هو الطريق إلى الهدى ورضاء الله سبحانه وتعالى، وأيضاً إلى البر؛ والبر هو الطريق الوحيد لبلوغ الجنه في الآخره، والإنسان عندما يلتزم الصدق في كل فعل وقول يتم كتابته عن الله سبحانه وتعالى بأنه صدّيق أي ” كثير الصدق “.
• وفي الحديث أيضاً تحذير من النبي صلَّ الله عليه وسلم من أن يكون المؤمن كاذب لأن الكذب يجعل الإنسان يسلُك الطريق الخطأ، الذي يمتلأ بالفجور.
  • وهذا يؤدي إلى دخوله إلى النار، ويرشدنا الحديث في النهاية إلى ضرورة أن نتحرى الصدق في أقوالنا وأفعالنا، فعندما يعتاد الإنسان على الكذب سوف يُكتب عند الله سبحانه وتعالى ” كذاباً “.

شاهد ايضًا : دعاء الامتحان والمذاكرة والحفظ اللهم لا سهل

• الحديث الثالث :.

قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم {دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ؛ فإنَّ الصِّدْقَ طُمَأنِينَةٌ، وَالكَذِبَ رِيبَةٌ}. رواه الترمذي.

• يشير الحديث إلى ضرورة أن يتحرى المؤمن الصدق في أفعاله وأقواله.
• فلا ينطق إلا صدقاً والذي يشعر أن به ريبة من الأقوال يبتعد عنه تماماً.
• لأن الصدق يبعث الطمأنينة في نفس المؤمن.
• والكذب يجعل صاحبه دائماً متوتراً من أن يتم إكتشاف كذبه.

أهمية الصدق في الإسلام :.

كما ذكرنا سابقاً أن الصدق من أعظم الصفات التي من الممكن أن يتحلى بها إنسان.

وهى الصفة التي أكدت عليها السُنة النبوية المُطهرة وأكد عليها القرآن الكري.

والصدق صفة الأنبياء، فقد كانت الصفة التي اتصف بها الرسول صلَّ الله عليه وسلم حتى قبل أن تنزل عليه الرسالة.

فكان يُلقب بين الناس بالصادق الأمين، وهذا ما جعله محل ثقة من المشركين حتى بعد أن نزلت عليه الرسالة السماوية بالقرآن الكريم، ومن أهمية الصدق في حياة الإنسان المؤمن ما يلي:

• الإنسان الصادق هو الذي يكتسب إحترام الآخرين وثقتهم.
• الصدق يجعل المجتمع صالح لكي يعيش فيه أفراده في سلام وأمان.
• بانتشار الصدق تنتشر المودة والمحبة بين أفراد المجتمع.
• عندما يصبح الصدق سمة من سمات المجتمع تختفي المشاكل ويسوده جو من الطمأنينة والإرتياح.
• عندما يصدق الإنسان في كل عمل وقول يكتسب التوفيق من الله تبارك وتعالى والبركة في الدين والرزق والحياة.
• الصدق دائماً مُنجي من المهالك ومن أي مشكلة من الممكن أن يواجهها أي مؤمن.

الأنواع المختلفة للصدق :.

هناك عدة أنواع من الصدق في حياة الإنسان، وهم كالتالي:

• صدق الإنسان مع الله :.

• وهو من أعظم أنواع الصدق على الإطلاق.
• فقد جاء في حديث صحيح أن الإنسان.
• إذا قال الشهادة بصدق وهو على فراش الموت بلغه الله منزلة الشهداء بعد أن يموت.
• والصدق في حياة أي مؤمن يجعله دائماً قريب من الله سبحانه وتعالى ويخلص له في العبادات والأقوال والأفعال.

• صدق الإنسان مع نفسه :.

• هذا النوع من الصدق يوفر للإنسان حياة هادئة ومصالحة مع نفسه.
  • فعندما يعرف الإنسان عيوبه قبل صفاته الحميدة.
  • ويكون صادقاً في حكمه على نفسه لن يواجه أي مشكلة نفسية مع نفسه قبل الآخرين.
• فسوف يستطيع الإنسان أن يُصلح من عيوبه على قدر المستطاع.
• وأن يتقبل به من نواقص فالكمال لله وحده، وأن يعمل دائماً على أن يكون بالشكل الذي يرضيه.

• صدق الإنسان مع الناس :.

• يستطيع المؤمن أن يكون صادقاً مع الناس عن طريق احترامهم واحترام عقلياتهم.
• وعدم الكذب عليهم أو خداعهم، لأنهم من حقهم عندما يتحدث إليهم أن يحدثهم صدقاً وليس كذباً.

الأقسام المختلفة للصدق :.

هناك عدة أقسام يستطيع الإنسان أن يكون صادقاً صدقاً صحيحاً من خلالها، وهى كالتالي:

• صدق في القول؛ وهذا يحدث إذا قام الإنسان بنقل حقائق أو وقائع معينة دون أن يلجأ إلى التحريف أو التغيير في هذه الحقيقة.
  • ومثال على هذا عندما يتم طلب شهادة المؤمن في أمراً ما.
• صدق في الفعل؛ هو أن يطبِق المؤمن فعله بقوله، فلا يتحدث بقول لا يستطيع فعله.
  • ولا يعِد وعداً وهو لا يستطيع الوفاء به، ومثال على ذلك، الصدق في البيع.
• صدق في العزم؛ وهو أن يلتزم المؤمن بعمل الخير دون الإخلال بهذا الفعل.
  • وأن يبتعد تماماً عن فعل الخيرات من أجل التظاهر أمام الناس بأنه يفعل الخير فقط.
  • ومثال على هذا، الفخر بالصدقة أمام الناس.
• صدق في النّية؛ وهو من خلال أن يقوم المؤمن بإخلاص النّية لله تبارك وتعالى.
  • فلا يفعل أي فعل لله سبحانه وتعالى بدون أن يكون نيته فعل هذا الخير.
  • وليس السبب هو التفاخر والتباهي أمام الناس.
• صدق في الدين؛ وهو نوع من أنواع الصدق عالي المكانه.
  • وفيه يلتزم المؤمن بصدق مع الله سبحانه وتعالى على أداء العبادات.
  • والصبر على الإبتلاءات وتوكله بقلبه ونفسه على الله سبحانه وتعالى.

شاهد ايضًا : فضل صلاة الضحى ووقتها وعدد ركعاتها

قدمنا لكم موضوع هام عن الصدق واستشهدنا بمجموعة أحاديث شريفة وما ترشد إليه، كما قدمنا لكم أهمية الصدق في الإسلام والأنواع المختلفة للصدق.

وأيضاً قدمنا لكم الأقسام المختلفة للصدق وشرحها وكيف يكون الإنسان فعلاً إنسان صادق في قوله وفعله أمام الله سبحانه وتعالى، جعلنا الله وإياكم من الصادقين.